زهراء ( 17 سنة ) - العراق
منذ 4 أسابيع

مواجهة الخوف من الظلام

السلام عليكم، اني عودت نفسي زمان انو اسمع للقرآن وانام..لكن مؤخرا لمدة سنة تقريبا واكثر مستحيل اسمع القرآن لان بعقلي اتوقع قارنته بالموت باعتبار القرآن ما يشتغل الا في الفواتح والمقابر ف جدا اخاف و اسده بعد ما تملي الافكار السوداوية راسي.. شنو تنصحوني حتى اكدر اغير هذا الشي؟ وكذلك اخاف من الظلام لان مباشرة يتهيأ لي كأنما ملك الموت موجود وكذا. شنو لازم اسوي حتى اقوي نفسي واتغلب على هالخوف والافكار؟. وشكرا


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، خوفك من سماع القرآن أو من الظلام نتيجة أفكار ربطتِها عن غير قصد بين القرآن والموت هو أمر يمر به بعض الناس عندما تتكون عندهم صور ذهنية معينة من الطفولة أو من البيئة المحيطة، خاصة بسبب كثرة قراءة القرآن في مجالس العزاء. لكن ينبغي أن تعرفي أنّ القرآن كلام الله عز وجل وشفاء ورحمة للمؤمنين، وليس خاصاً بالموتى أبداً. بل هو للحيّ يطمئنه ويقويه ويملأ قلبه بالنور. الله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس: ٥٧). أنصحك أن تبدئي بسماع القرآن في وقت غير وقت النوم، كأن تشغليه وأنتِ في وضح النهار، وأنتِ منشغلة بالأعمال اليومية، أو أثناء الدراسة أو الترتيب. بذلك يتغيّر ربط عقلك بين القرآن وتلك الأفكار المخيفة وترجع طمأنينتك له. كلما شعرت بالخوف أو الوسوسة، استعيذي بالله من الشيطان الرجيم وقولي: «اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي». لا تكبري الأمر في ذهنك ولا تستسلمي للأفكار السوداوية، وذكّري نفسك أن سماع القرآن في البيت يجلب الحفظ والسكينة والبركة، وهذه حقيقة مجرّبة. أما خوفك من الظلام والخيالات المرتبطة بالموت وملَك الموت، فهي أيضًا نتاج أفكار تراكمية، ويمكنك التغلب عليها بتقوية علاقتك بالله بالذكر والاستعاذة عند دخول الظلام أو النوم. اقرأي آية الكرسي والمعوذتين، واقرأي الأدعية الواردة عن أهل البيت عليهم السلام قبل النوم، أغلقي الأفكار السلبية بترديد أذكار الاطمئنان. وعندما تداومين على ذلك ستلاحظين أن هذه الوساوس تخفّ تدريجيًا حتى تختفي بإذن الله. حاولي أيضاً أن تملئي وقتك وتشغلي عقلك بأمور مفيدة وهادئة، وابتعدي عن القصص أو الأفكار المرعبة أو مجالس الحديث عن الموت بشكل مخيف، بل ركزي على الأمل والرحمة الإلهية. الموت حق وملَك الموت مخلوق من الله يقوم بتكليف رحيم على عباد الله الصالحين، فلا داعي للرهبة منه. اجعلي ثقتك بالله أكبر من كل المخاوف، وكلما ضاقت بك نفسك الجأي للصلاة والدعاء. أسأل الله لكِ راحة القلب وطمأنينة النفس ونور الإيمان دائماً.