السلام عليكم ،كنت في حالة عصبية وتبادرت في ذهني افكار كفر بعد ذلك صار عندي شك هل قلت كلمة استغفر الله او كلمات كفرية وهل حصل ذلك بقصد او بدون قصد وهل تحول الكفر الداخلي الى كفر خارجي وهل اصبحت كافر او مرتد،وقبل هذه الحادثة دائما تراودني افكار هل عندي كفر داخلي تحول الى كفر خارجي واستمر بالتفكير هل نطقت بكلمات كفر او لا وهل حصل ذلك بقصد او بدون قصد،فما هو حكمي، وشكرا على مجهودكم المبارك ووفقكم الله الى ما يحب ويرضى.
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
أخي الكريم، قد سبق وأن أشرنا لك بأنّ ما تمر به من حال هو وسوسة شيطانية، علاجها بالإعراض عنها، وعدم الاهتمام بها والإصغاء إليها وإلا فالمصير إلى ما لا يحمد عقباه، وعليك أن تُفهم نفسك أنّ الإنسان لا يُؤاخَذ في حالة الجهل والوسوسة ونحوهما لحديث الرفع، فقد روي في حديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رفع عن أمتي تسعة أشياء: الخطأ، والنسيان، وما أكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، … والوسوسة ما لم ينطقوا بشفة …))، وسائل الشيعة للحرِّ العاملي، ج ١٥، ص ٣٦ ، وعليك أن تعوّد نفسك على عدم ترتيب الآثار على الشكوك والوساوس، فإنَّ حكم كثير الشكّ والوسواسيّ، هو عدم الاعتناء بالشكِّ، وينبغي أن تعلم أخي الكريم، إنَّ الوسوسة هي نشاط شيطانيّ، الغاية منها إرهاق العبد، وإبعاده عن طاعة الله تعالى، فمن خضع لها فقد أطاع الشيطان، وقد ورد عن عبد الله بن سنان قال: ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) رجلاً مبتلى بالوضوء والصلاة، وقلت: هو رجل عاقل، فقال: أبو عبد الله: وأيُّ عقل له وهو يطيع الشيطان؟ فقلت له: وكيف يطيع الشيطان؟ فقال: سَلْه هذا الذي يأتيه من أيِّ شئ هو؟ فإنَّه يقول لك من عمل الشيطان. الكافي، للشيخ الكلينيّ، ج ١، ص ١٢، فالوسوسة عمل شيطاني؛ فعلى الإنسان أن لا يستسلم لها، وقد ورد في رواية عن الامام علي(عليه السلام) ((…إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوّذ بالله، وليقل: " آمنت بالله وبرسوله مخلصا له الدين "…))، الخصال للشيخ الصدوق، ص ٦٢٤.
دفع الله تعالى عنكم كل شر.