الحياء والعفّة: تحديات العصر الحديث وتأثيرها على الجميع
السلام عليكم، الفتاة التي تعتبر نظرات الرجال في الواقع تصرّفًا غير لائق، كيف تقبل أن يكون وجهها محط أنظار الجميع خلف الشاشات؟ المسألة ليست فقط في الحلال والحرام، بل في حفظ الكرامة والحياء الذي هو جوهر الطهارة.الواقع يفرض تحديات، ولكن من يُفهم حقيقة الحياء ويدرك جوهر العفّة، لا تساويه صورة تُعرض للجميع بلا حواجز.إن تساهلنا مع أنفسنا في مثل هذه الأمور فإننا نفتح الباب لما لا يُحمد عقباه
الحياء لا يتجزأ وعندما تضع الفتاة صورتها علنًا فهي تضع حياءها على المحك.
هل النص يشمل النساء فقط ام الرجال ايضا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، بارك الله تعالى بك على هذا الوعي الديني والأخلاقي، النص الذي ذكرته يتناول موضوع الحياء والعفة بشكل عام، وهو موضوع يشمل كلا الجنسين، الرجال والنساء على حد سواء.
إن مفهومي الحياء والعفة هما من القيم الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمة، والله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (النور: ٣٠)، ويقول أيضًا: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} (النور: ٣١).
الحياء هو جزء لا يتجزأ من الإيمان، وهو يشمل السلوكيات والتصرفات التي تعكس احترام الذات والآخرين.
وعندما يتعلق الأمر بنشر الصور أو الظهور في الأماكن العامة، يجب على كل من الرجال والنساء أن يكونوا واعين لتصرفاتهم وأن يحافظوا على كرامتهم وحياءهم.
جاء عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): «على قدر الحياء تكون العفة» (ميزان الحكمة، الريشهري، ج١، ص٧١٧).
وأن الحجاب والستر مطلوب من المرأة بصورة أكثر، فعن مسعدة بن زياد قال: وسمعت جعفراً (عليه السلام) سئل عمّا تظهر المرأة من زينتها قال: «الوجه والكفين» ( التهذيب، الشيخ الطوسي، ج٢، ص١١٥).
ختاماً، نسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى ما فيه الخير والصلاح، وأن يرزقنا الحياء والعفة في كل أمور حياتنا.
ودمتم موفقين.