عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب. ولدي العزيز، إن كثيرًا من الأمراض لا تزال البشرية عاجزة عن إيجاد علاجٍ تامٍ لها. ورغم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء". فإن المقصود أن الله تعالى قد جعل لكل داءٍ علاجًا، ولكن الوصول إلى هذا العلاج قد يتطلب وقتًا وجهدًا وبحثًا طويلا جدا، لأن العلم محدود، والإنسان بطبيعته ضعيف، كما قال الله تعالى: "يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡۚ وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ ضَعِيفٗا" [النساء: 28]. ولذلك، فرغم الجهود الجبّارة التي يبذلها ملايين الأطباء والباحثين حول العالم لعقود طويلة، يبقى الإنسان عاجزًا أمام حكمة الله، ولا يصل إلا لما أذن الله له أن يصل إليه. أما بخصوص تأثير الحالة النفسية، فنعم، الحالة النفسية لها دور كبير في مقاومة المرض والتعامل معه، لكنها وحدها لا تكفي للعلاج. فهناك أمراض تحتاج إلى عناية طبية دقيقة، وربما أدوية أو عمليات أو وسائل علاجية أخرى. والسرطان من هذه الأمراض التي تختلف شدتها من شخصٍ لآخر، وتحتاج إلى رعاية طبية ونفسية واجتماعية متكاملة. ومع ذلك، فإن مرض السرطان -وغيره من الأمراض- من موارد الابتلاء التي يمرّ بها الإنسان في هذه الدنيا، وهي امتحان للصبر والإيمان. فلا ينبغي للإنسان أن يُستسلم لليأس أو أن يُهوّل الأمر أكثر مما هو عليه. بل عليه أن يستعين بالله، ويدعوه دائمًا أن يمنّ عليه بالعافية والشفاء، وأن يسخّر له الأسباب التي توصله إلى العلاج بإذن الله. نسأل الله تعالى أن يمنّ عليكم بالعفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة. ودمتم سالمين.