نريم ( 18 سنة ) - العراق
منذ شهر

تفسير حديث خياركم لنسائهم

السلام عليكم قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم (أكمل المؤمنين إيمانا احسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم) صدق رسول الله السؤال هو استغرابي بكلمه (لنسائهم) من هن النساء المقصودات او نساء من؟ حاشا الرسول طبعا ولكن لو قلنا بغير الحديث اليس الاصح خياركم لنسائكم؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، رفع الله تعالى شأنكم في الدارين. نقل الحديث الشيعة والسنة في جوامعهم الروائية باختلاف يسير. فقد نقل الحرّ العاملي (رحمه الله)، في وسائله، جزء (١٢)، صفحة (١٥٧)، ما هو نصه: (… عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائه»). وقد نقل العامة ذلك ما نصه: «أكْملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا،وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم». وفي رِوايةِ الترمذيِّ «ألْطفُهم بأهْلِه». الراوي : أبو هريرة. المحدث : الألباني. المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: ١١٦٢ التخريج: أخرجه أبو داود (٤٦٨٢)، والترمذي (١١٦٢)، وأحمد، ج٢، ص٤٧٢، واللفظ له. ابنتي المؤمنة، إنّ الإسلامُ قد حثّ على التخلُّقِ بالأخلاقِ الحَسنةِ مع المرأة، ورفَع شأنَها، وبيَّن أهميتَها ومكانتَها العُظمى، وأيضًا حثَّ على العِشرةِ الطيِّبةِ للأهلِ ومُعاملتِهم بالمعروفِ. والظاهر من الحديثِ هو: "أكمَلُ المؤمنينَ إيمانًا"، أي: أكثرُهم اتِّصافًا بصِفاتِ الإيمانِ ومِن أكثرِهم تزوُّدًا مِن الطَّاعاتِ. "أحسَنُهم خُلقًا"، أي: الَّذي يَمتَثِلُ بالخلُقِ الحسَنِ بينَ النَّاسِ جميعًا، فيُحسِنُ خلُقَه مع اللهِ (عزَّ وجلَّ) بالرِّضا بقَضاءِ اللهِ وقدَرِه، والصَّبرِ والحَمدِ في البلاءِ، والشُّكرِ عندَ النِّعمةِ، ويكونُ حَسَنَ الخلُقِ مع النَّاسِ بكفِّ الأَذى عنهم، وطَلاقةِ الوجهِ، والإحسانِ إليهم، وبَذْلِ العَطاءِ فيهم، مع الصَّبرِ على أذاهم؛ فكمالُ الإيمانِ يُوجِبُ حُسْنَ الخُلقِ، والإحسانَ إلى النَّاسِ كافَّةً. "وخيارُكم"، أي: أفضَلُكم وأحسَنُكم. "خيارُكم لنِسائِهم"، وفي رِوايةِ الترمذيِّ "ألْطفُهم بأهْلِه"، أي: في حُسنِ خلُقِه مَعهنَّ في المعاملَةِ والمعاشرَةِ، والمرادُ مِن النِّساءِ: أهلُه مِن النِّساءِ كزَوجتِه وبَناتِه وأخواتِه وكل محارمه؛ لأنَّهُنَّ مَحَلُّ الرَّحْمةِ لضَعفِهنَّ. ودمتم موفقين.