موقف الشرع من قطع الرحم بسبب الخلافات الأسرية
السلام عليكم اني اهلي قاطعين صلة الرحم مع بيت اهل ابي لان بسبب عمتي زوجت عمي الي كانت ترش لنا السحر هي وزوجها وهاذا بوجود الادله مع ذلك كانت شديدة البغض والكراهيه لنا وهاذا بشهادة المواقف وكانت ام ابي تعطي لاخوان ابي حصة من الورث ولا تعطي لابي حصه مع العلم ان ابي كان ابن مطيع جدا لها وهناك مشاكل الاخرى التي هي سبب لقطع الرحم بهم فانا سؤالي هنا ابي وامي يمنعوني ان اذهب لهم وهذه تعتبر قطع الرحم وانا ليست بيدي حيله ان اتواصل معهم فما حكمي هنا هل عليه ذنب بسبب قطع الرحم وما قولكم في ذلك لابي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته قال الله تعالى محكم كتابه الكريم ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ) محمد: ٢٢. وقال الإمام علي عليه السلام: إنَّ أهل البيت ليجتمعون ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله، وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضا فيحرمهم الله وهم أتقياء. وروي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: في كتاب علي ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبداً حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة يبارز الله بها، وإن أعجل الطاعة ثواباً لَصلةُ الرحم، إن القوم ليكونون فجَّاراً فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون، وإنّ اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها. و تحرم قطيعة الرحم حتى لو كان ذلك الرحم قاطعاً للصلة. حيث قال نبينا الكريم محمد صلى الله عليه واله: أفضل الفضائل: أن تصل مَن قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك. وقال صلى الله عليه واله: لا تقطع رحمك وان قطعك. ولعلّ أدنى عمل يقوم به المسلم لصلة أرحامه مع الامكان والسهولة ، هو أن يزورهم فيلتقي بهم ، أو أن يتفقد أحوالهم بالسؤال ، ولو من بعد. قال أمير المؤمنين عليه السلام: صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله سبحانه وتعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنَّ الله كان عليكم رقيبا. وعن الإمام الصادق عليه السلام: إن صلة الرحم والبرِّ ليهوّنان الحساب ويعصمان من الذنوب، فصلوا أرحامكم وبرّوا باخوانكم، ولو بحسن السلام ورد الجواب. فاسعى بجهدكِ وامكانكِ ومن معكِ ممن ترينه حريصاً على اصلاح العلاقة بين الطرفين فان لك بذلك أجر عظيم عند الله تعالى، روي ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يقول: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة. وعنه صلى الله عليه وآله: يا أبا أيوب! ألا أخبرك وأدلك على صدقة يحبها الله ورسوله؟ تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتباعدوا. وعن الإمام الصادق عليه السلام: صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم اذا تباعدوا. وذكريهم بأنّ العفو عن زلّات الآخرين وحمل النفس على التسامح وكظم الغيظ كل ذلك من أخلاق الصالحين فقد أكد القران الكريم على الاتصاف بهذه الاخلاق والتي هي من صفات النبي صلى الله عليه وآله والائمة الأطهار عليهم السلام وأخلاقهم وقد امروا وشجعوا شيعتهم على التحلي والاتصاف بها فقد قال تعالى: ( إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً ) النساء: ٤٩ . وقال تعالى: ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ال عمران: ١٣٩. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟ العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك. وعن الإمام الصادق عليه السلام: ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهل عليك. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أوقف العباد نادى مناد: ليقم من أجره على الله وليدخل الجنة، قيل: من ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس. وعنه صلى الله عليه وآله: رأيت ليلة أسري بي قصورا مستوية مشرفة على الجنة، فقلت: يا جبرئيل لمن هذا؟ فقال: للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. وعنه صلى الله عليه وآله: عليكم بالعفو، فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا، فتعافوا يعزكم الله. اصلح الله لنا ولكم امر دينكم ودنياكم، فعليكم ببيان هذا لوالدكم الكريم، ويمكن أن تصلوهم قدر الإمكان، فبوجود جهاز الموبايل أصبح الكثير من التواصل يسر وسهل، حفظكم الله تعالى ووفقكم للسير على ماارادته شريعتنا المقدسة. دمتم بحفظ الله ورعايته.