حيدر ( 22 سنة ) - العراق
منذ شهر

حكم المرتد في الإسلام

السلام عليكم سؤالي في ما يتعلق بحكم المرتد. لو فرضنا اني من أب وأم مسلمين بحثت حول الاديان وقد اقتنعت ان المسيحيه هي الدين الصحيح واصبحت مسيحيا بعد ان كنت مسلما فما هو حكمي؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ننطلق في الجواب على سؤالكم من هذا السؤال، وهو :هل يمكن للبحث الموضوعي أن يوصِل إلى صحة المسيحية؟ الجواب:البحث الموضوعي(١) لا يمكن أن يوصل الإنسان إلى صحة المسيحية كدين حق، بل العقل والمنطق يقضيان بأن الإسلام، بشريعته الكاملة وعقيدته التوحيدية، هو الدين الذي ارتضاه الله للبشر، وأي استدلال يؤدي إلى نقيض ذلك فهو قائم على مغالطة أو تحريف للحقائق. ومن أدلة بطلان المسيحية وصحة الإسلام ؛ الأدلة العقلية: فالعقيدة المسيحية تقوم على مفاهيم متناقضة كمفهوم التثليث: كيف يمكن لعقل سليم أن يقبل أن الله واحد في ذاته، ولكنه ثلاثة أقانيم(٢) في نفس الوقت؟ فإن كان واحداً فهو ليس بثلاثة، وإن كان ثلاثة فهو ليس بواحد. والخطيئة الأصلية والفداء: كيف يُحمّل جميع البشر وزر خطيئة-الذي هو معصوم عندنا في الاسلام -آدم (عليه السلام) ثم يُصلب المسيح (عليه السلام) تكفيراً عن ذلك؟ أليس هذا يناقض عدل الله؟ نعم يعتبر مرتداً، فإذا قلتَ: لماذا يعاقب المرتد؟ قلنا: الدين ليس مسألة فردية، فالإسلام ليس مجرد عقيدة شخصية، بل هو نظام حياة متكامل، وعند اعتناق الإنسان له، فهو يدخل في عقد اجتماعي مع الأمة الإسلامية، فالخروج من الإسلام ليس مجرد تغيير فكري، بل هو تمرد على النظام الإلهي الذي يحكم الأمة. فالردة تقوض استقرار المجتمع، فالإسلام ليس كغيره من الأديان التي تعتمد على الكهنوت والمراسم، بل هو شريعة سياسية واجتماعية، والارتداد عنه علانيةً يؤدي إلى خلخلة المجتمع الإسلامي وإحداث الفوضى الفكرية. إنْ قلتَ: هل حكم المرتد معقول عقليا؟ قلنا:كل نظام سياسي في العالم يعاقب على الخيانة العظمى، ولو كانت مجرد فكرة في عقل الشخص لماذا؟ لأن هذه الفكرة تُهدد كيان الدولة، كذلك الإسلام يعاقب على الردة باعتبارها خروجاً على النظام الإلهي العام، فإذا كان الغرب يعاقب على الخيانة الوطنية، فبأي منطق يرفض معاقبة من يخون دين الله الذي هو أشرف من أي وطن؟ وإذا كان من حق أي دولة أن تضع قوانين لحماية عقيدتها الفكرية والسياسية، فلماذا يُستنكر على الإسلام أن يحمي عقيدته وشريعته؟ --------------------------------------------------- (١)البحث الموضوعي: هو البحث الذي يعتمد على الحيادية والتجرد من الأهواء الشخصية والمسبقات الفكرية، بحيث يسير الباحث وفق منهج علمي دقيق يقوم على: أ- تحليل الأدلة بطريقة عقلانية ومنطقية بعيدًا عن التعصب. ب-التثبت من المصادر وعدم قبول أي معلومة دون تحقق. ج-المقارنة العادلة بين وجهات النظر المختلفة دون تحيز. د- الاعتماد على المبادئ العقلية الأساسية مثل عدم التناقض، وإمكان المعرفة، وضرورة الدليل. (٢)الأقانيم:هي مصطلح لاهوتي في العقيدة المسيحية يُستخدم لوصف الكيانات الثلاثة التي يُقال إنها تُكوّن جوهر الله الواحد في مفهوم الثالوث المقدس، وهي: 1-الآب (الخالق) 2-الابن (المسيح عيسى - عليه السلام) 3-الروح القدس (روح الله أو القوة الإلهية)