السلام عليكم ورحمة الله
اني فتاة جامعية ٢٢ سنة وملتزمة من جميع النواحي ولست فتاة عاقة للوالدين بالعكس تماماً قد اعجبت بشخص وهذا الشخص يدرس طب الاسنان و ثال لي بان انتظره سنة ونص حتى يتقدم لي وانا اخبرت امي بذلك الامر في البداية لم تعترض وقالت لابأس وانا انتظرت ولكن كان بيني وبينه تواصل بسيط وسطح كأن يعرف كيف حالي ومن هذا القبيل وقلت لامي هذا الامر ايضاً
ولكن الان امي اشتد غضبها بسبب لااعرفه و اتت ضربتني وقالت بانها غير راضية عني في الدنيا والاخرة اذا احببت و اردته
ومع العلم ان الولد صاحب خلق.
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
إنّ الإسلام لا يُحرِّم الحُبّ بصورة مطلقة، بل يُقدِّسه و يحترمه و يُثيب عليه إن كان حبّاً صادقاً متّصفاً بالصفات الشرعية التي دعت الشريعة الإسلامية إليها؛ لأنّ الحبّ في واقعه أمر غريزي وفطري وآية من آيات الله المهمة، جعله الله (عزَّ وجلَّ) بين الجنسين سبباً لاستمرار النسل البشري واستقراره وراحته وسدِّ حاجته، ورفع النقص والحرمان عن الجنسين بواسطة انشداد كل منهما إلى الآخر، لكن بالطرق المشروعة وضمن الأطر الشرعية، قال الله (عزَّ وجلَّ):﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.(الروم:آية٢١).
فإذا كان الحبّ صادقاً منبثقاً من القلب وبأهداف سليمة وشرعية، بُغية الوصول إلى زواج شرعي، فهذا النوع من الحبّ جائز لا إشكال فيه إن توقّف عند هذا الحدّ، ما لم يتعدَّ إلى النظر أو اللمس المُحرَّم، أو المحادثات المحرَّمة.
ولعلّ الصحيح أنّ هذا النوع من الحبّ ـ البريء من الحرام ـ ليس له مصداق في الواقع الخارجي ـ قبل عقد الزواج ـ إلّا نادراً؛ لأنّ أغلب ما يجري بين الجنسين في العصر الحاضر ليس من هذا القبيل، بل هو أقوال وأفعال ملؤها الافتتان والإثارة والشهوة المحرّمة ، والتي تكون عاقبتها الانزلاق إلى مهاوي الرذيلة والفساد، ومن الواضح أنّ هذا النوع من الحبّ حرام ويجب الابتعاد عنه.
والتحادث بين الجنسين غير المَحارم جائز فيما لو كان الحديث المتبادل بينهما حديثاً عادياً خالياً عن المغازلة والغرام والشهوة المحرمة، فتجوز المحادثات العلمية أو التجارية أو المَعرفيَّة الخالية عن الغرام والجنس ما لم يخشَ الإنسان على نفسه من الانجرار إلى المحادثات الغرامية المُحرَّمة ولو شيئاً فشيئاً.
ثمّ ما المانع من أن يتم عقد القران الشرعي بين الرجل والمرأة بشروطه والتي منها إذن ولي المرأة وهو الأب أو الجد للأب - إن كانت المرأة باكراً - ، و يؤخّر الزواج بالتوافق بينهما حتى يتم التحضير له ـ لكيلا لا يقعا في الحرام.
وما قامت به الوالدة الكريمة هو عين الصواب، فيجب على هذا الشخص لو كان صادقاً؛ لتقدم بشكل شرعي حتى يبعد عنكم كل شُبهة لأن البنت إذا تشوهت سمعتها فلا يمكن أن ترجع مثل الأول، فعليكِ بشكر الوالدة الكريمة على ما قامت به من تنبيه.
وعليكم بالدعاء والاستغفار لله سبحانه وتعالى والتوسل بالنبي الكريم وأهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) بالتوفيق لكل خير في الحياة الدنيا والآخرة.
دمتم بحفظ الله ورعايته.