السلام عليكم
اطلب منكم أن تعطوني بعض الأذكار او الايات او الأعمال لجمال الوجه
أعلم واتفهم ان جمال الوجه ليس كل شيء والأهم منه جمال الروح
لكن تفكيري بدأ يتمحور حول الجمال وجمال الوجه أصبح الموضوع يؤرقني لي فترة طويلة جدا ادعو بجمال وجهي وان تصبح بشرتي بيضاء في ليالي القدر وليالي شهر رمضان المباركة وصلاة الليل لكن ولسبب ما لا أجد الاجابة من الله تعالى ،الحمد الله على كل حال ولكن الموضوع شديد الأهمية بالنسبة لي لذا اتمنى ان تنفعوني ببعض الأذكار او روايات تساعدني
وفقكم الله لكل خير
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ابنتي الكريمة، من الأعمال الإيمانيّة التي تنعكس على الوجه، وتضفي لمسه روحانية في نفس المؤمن صلاة الليل، بالإضافة إلى أن تكون على وضوء وطهارة طوال اليوم، وقراءة القرآن الكريم، وخصوصاً صلاة الليل فقد ورد في فضلها روايات عدّة منها:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «مَن كثر صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» (تهذيب الكمال، ج٤، ص٣٧٩).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): «ما تركت صلاة الليل منذ سمعت قول النبي (صلى الله عليه وآله): صلاة الليل نور» فقال ابن الكواء: ولا ليلة الهرير؟ قال: «ولا ليلة الهرير».(ميزان الحكمة، الريشهري د، ج٢، ص١٦٥٥).
وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) - لمّا سئل: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجهاً؟ «لأنّهم خَلَوا بربهم فكساهم الله من نوره» (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج٨٤، ص١٥٩).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «صلاة الليل تبيّض الوجه، وصلاة الليل تطيّب الريح، وصلاة الليل تجلب الرزق» (ميزان الحكمة، الريشهري، ج٢، ص١٦٥٥).
وأمّا قراءة القرآن الكريم، فبغض النظر عن الروايات الكثيرة في فضل قراءته، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»
(بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج٧١، ص١٩٢).
فلا يعقل من يجعل القرآن خليله لا يكتسب النور منه وهو كلام الله تعالى الذي أنار به قلب نبيه (صلى اللّه عليه وآله).
بعد ذكر هذه الروايات اعلمي ابنتي، أن هنالك مسألة مهمة، وهي أنّ نور القلب أهم بكثير من بياض الوجه، فالكثير من الناس نشاهدهم لديهم بشرة بيضاء لكن بعضهم القلب ينفر منهم، وفي مقابل ذلك نشاهد القلب يميل إلى اصحاب البشرة السمراء، وبمجرد ما نراهم نقول: ما شاء الله على نور وجهه، ولقد كانت بعض صفات الأئمة تميل إلى السمرة، لكن في مقابل ذلك نور الإمامة.
فالأساس هو القلب كما قال تعالى: {أَوَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} (الانعام: ١٢٢).
فالإيمان الذي يتحلى به المؤمن يظهر على ملامحه، فيسر كل من نظر إليه.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.