السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماحكم عدم الاستماع إلى كلام الام السيئ. مثلا امي تقولي كلام سيئ او تتنمر عليه وانا انقهر اذهب اتركها الغرفه وهي تتكلم . تتكلم معي لم ارد عليها لان كلامها يجرح.. ( سماحة السيد السيستاني)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، في البدء لا يجوز قطع صلة الرحم مع الأبوين ولا شك أن ظلم العباد من أعظم الذنوب وأن الظالم سيقف بين يدي الله للحساب ويحسابه حساباً عسيراً.
ورغم هذا نقول لك: أنّ الدنيا دار اختبار وبلاء والبلاء فيها يختلف من شخص لآخر فبعض الناس صحته ليست بخير، وبعضهم مبتلى بالولد الفاسد، وبعضهم مبتلى بالجار المسيء، وهكذا والمهم في كل هذه البلاءات هو الصبر عليها.
ومن هذه البلاءات أن يبتلى المرء بأحد الأبوين يسيء التعامل مع أولاده، وهنا يأتي مقدار الصبر والحكمة بالتعامل مع الأبوين والابتعاد عن كل ما يثير حفيظتهما، والتذكر بأن حقوق الأبوين لا تسقط حتى لو كانت معاملتهم سيئة، قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْنًا وإنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إلَيَّ مَرْجِعُكم فَأُنَبِّئُكم بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (العنكبوت: ٨).
وكذلك قوله (عزّ وجلَّ) :﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (لقمان: ١٥).
كما أن في الصبر على مثل هذا البلاء أجر عظيم.
نسأل الله أن يمن عليكم بالصبر وصلاح الحال بالنبي وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين)، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وَدُمْتُمْ بِرِعايَةِ اللّٰهِ.