وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة وفقك الله تعالى لما يحب ويرضا، أحييك على رغبتك الصادقة في الالتزام بتعاليم دينك والبحث عن الحلول المناسبة. من المهم أن ندرك أن الالتزام بالصلاة والصوم والحجاب هو جزء من العبادة التي تقربنا إلى الله وتزيد من إيماننا.
الصلاة في الإسلام هي عبادة عظيمة وركن أساسي من أركان الدين. هي وسيلة للتواصل المباشر بين العبد وربه، وهي تعبير عن الخضوع والطاعة لله تعالى. الصلاة ليست مجرد حركات بدنية، بل هي عبادة قلبية وروحية تهدف إلى تقوية العلاقة بين الإنسان وخالقه.
الصلاة تُعتبر واجباً على كل مسلم بالغ عاقل، وهي تُقام خمس مرات في اليوم في أوقات محددة. الهدف من الصلاة ليس فقط أداء الواجب، بل هي وسيلة لتطهير النفس والابتعاد عن الفواحش والمنكرات كما جاء في القران الكريم ( وَ أَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ ). الصلاة تُذكر الإنسان بالله وتُعينه على الثبات في طريق الحق والابتعاد عن المعاصي كما جاء في الروايات والاحاديث المباركة عن أهمية الصلاة، فها هو الرسول العظيم (صلى الله عليه وآله) وهو يصف أهمية الصلاة، ودورها في تطهير النفس، وتقويم السلوك البشري في الحياة بقوله: لو كان على باب دار أحدكم نهر فاغتسل في كلّ يوم منه خمس مرّات، أكان يبقى في جسده من الدرن شيء؟ قلنا: لا. قال: فإنّ مثل الصلاة كمثل النهر الجاري، كلّما صلّى صلاة كفّرت ما بينهما من الذنوب.
وجاءه (صلى الله عليه وآله) رجل فقال له: يا رسول الله أوصني، فقال: لا تدع الصلاة متعمّداً، فإنّ من تركها متعمّداً فقد برئت منه ملّة الإسلام. وجاء عنه (صلى الله عليه وآله): ما بين الكفر والإيمان إلاّ ترك الصلاة.
وروي عنه (صلى الله عليه وآله): ليسَ منّي من استخفّ بصلاته، لا يَردف عليَّ الحوضَ لا والله.
وقال (صلى الله عليه وآله): لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس لوقتهن، فإذا ضيّعهن تجرأ عليه فأدخله في العظائم.
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): ( ما أعلم شيئاً بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة، ألا ترى العبد الصالح عيسى بن مريم قال: وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّاً).
وروي أيضاً عنه (عليه السلام): إذا قام المصلّي إلى الصلاة، نزلت عليه الرحمة من أعنان السماء إلى الأرض، وحفت به الملائكة، وناداه ملك، لو يعلم هذا المصلّي ما في الصلاة ما انفتل.
ولهذه الأهمية العظمى للصلاة أصبحت فريضة عبادية في كل رسالة إلهية بشّر بها الأنبياء، لأنها الصلة بين العبد وربّه، ولأنها معراج يتسامى الفرد بها إلى مستوى الإستقامة والصلاح، فالصلاة تُقرب الإنسان من الله وتُعزز من تقواه وإيمانه. هي فرصة للتوبة والاستغفار وطلب الهداية والرحمة. من خلال الصلاة، يُظهر المسلم خضوعه الكامل لله ويُعبر عن شكره وامتنانه لنعم الله عليه.
اما بالنسبة للحجاب الشرعي للمرأة يجب أن يكون ماتلبسه المرأة ساترا لجسدها غير مظهر لمفاتنها وغير مثير للاخرين فيجب ألا تكون الوانه أو طريقة لبسه مثيرة سواء كان حجابا أو غيره. وبكل تأكيد لبس العباءة يكون افضل للمرأة وأكثر سترا لها وعفافاً
أما عن بخصوص الاستماع للغناء فالذي أريد ان أقوله لك
لو جاءكِ الموت في حال استماعك للغناء فما يكون مصيرك؟ هل تتصورين أنك ستدخلين الجنة وأنت كنت تسمعين إلى الفاسقين والفاسقات يغنون بالكلام الفاحش وبالصور الخليعة والحركات الماجنة والكمات المثيرة؟ لا أظن فطرتك تقول إنك تدخلين الجنة وأنت على هذه الحال!
جاء في الرواية أن الإمام الصادق (عليه السلام) «سأل رجلا عن حاله، فقال: جعلت فداك، مر بي فلان أمس فأخذ بيدي وأدخلني منزله، وعنده جارية تضرب وتغني، فكنت عنده حتى أمسينا! فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ويحك، أما خفت أمر الله [أي: الموت] أن يأتيك وأنت على تلك الحال، إنه مجلس لا ينظر الله إلى أهله، الغناء أخبث ما خلق الله، الغناء شر ما خلق الله، الغناء يورث النفاق، الغناء يورث الفقر».
الغناء من الأمور القبيحة وهذا أمر لا يشك به أي إنسان له فطرة سليمة، والله تعالى لا ينهى ولا يكره إلا الأمر القبيح، كما جاء في الرواية أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال لرجل كان يسمع الغناء الذي يأتيه صوته من جيرانه: «إنك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان أسوء حالك لو مت على ذلك احمد الله وسله التوبة من كل ما يكره؛ فإنه لا يكره إلا كل قبيح والقبيح دعه لأهله فإن لكل أهلا».
ولا أظنك أيتها المؤمنة لا تحكمين بفطرتك النقية على الغناء بأنه أمر قبيح!
للغناء آثار سلبية عديدة: منها: ما هو ظاهر، ويشهد بها الواقع الذي نراه من المستمعين للغناء (ككونه يفسد الأخلاق، ويقرب من المعصية، ويثير الشهوة، ويوجب الميوعة وفقد الاتزان، إلى غير ذلك).
ومنها: ما قد لا ندركه إلا عن طريق أهل البيت (عليهم السلام). ومن ذلك:
أولا: أنه يورث النفاق.
ثانيا: أنه يورث الفقر.
ثالثا: مجلس الغناء لا ينظر الله إليه. وقد ذكرت هذه الآثار الثلاثة في الوراية التي نقلناها.
رابعا: بيت الغناء لا تؤمن فيه وقوع الفجيعة على أهله.
خامسا: بيت الغناء لا تجاب فيه الدعوة.
سادسا: بيت الغناء لا تدخله الملائكة.
كما ورد ذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام): «الغناء بيت لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا تدخله الملائكة».
فبعد كل هذا، لا أظن عاقلا يخاف على نفسه ودينه بل ودنياه: أن يستمع إلى الغناء!
ثم- اسألكِ نفسك: ماذا تستفيدين من الغناء؟ هل يجعلكِ ثريا؟ هل يقوي ذاكرتك؟ هل يجعلك تنجحين في الدراسة؟ هل يقوي علاقتك ولياقتك الاجتماعي؟ هل وهل وهل؟ الجواب بكل وضوح: أنه لا فائدة من الغناء إلا هدر الوقت وتبديد الطاقة وفساد الأخلاق!
أسأل الله أن يوفقك في أداء صلاتك ويجعلها نوراً لقلبك وسبباً لدخولك الجنة.