( 21 سنة ) - الكويت
منذ شهر

معاناة الشباب مع الآباء غير المسؤولين

انا ولد واصبح عمري ١٦ واحتاج مال في هذا العمر واحتاج سيارة والخ ..ولدي اب لايريد ان يعمل ويصرف عليّ انا واخوتي رغم انه لديه الفرصة وشهادة ويتحجج بقلة الراتب والتعب رغم انه لو استمر في هذا العمل سوف يزيد راتبه مع الوقت ولكن لاحياة لمن تنادي ويفشلنا احيانا فالمجالس ومسود وجهي ومطيح حظي ومهملنا همه شهواته فقط والام تعمل وهي الذي تصرف علينا رغم انه ليس بواجبها هل يجوز ان لا اطيع هذا الاب وقال الامام علي عليه السلام " ملعون ملعون من ضيع من يعول " وسائل الشيعة ج١٥ ص٢٥١


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، كان الله تعالى بعونك مما تعاني منه، فإنّ تصرف والدك فيه تقصير كبير، خصوصاً أنّ النفقة على الأولاد واجب شرعي على الأب إن كانوا فقراء، والله سبحانه وتعالى جعله مسؤولاً عن رعايتكم. كلامك على ما أشرت به عن حديث مولانا الإمام علي (عليه السلام) صحيح، وهذا الحديث يؤكد خطورة تقصير الأب في واجباته تجاه عائلته. ولكن مع ذلك، الشرع لا يجيز لك أن تعصيه أو تهينه أو تتعدى عليه، بل يجب عليك احترامه ما لم يأمرك بمعصية أو ظلم صريح. طاعة الوالدين واجبة في غير المعصية، أما إذا قصّر في حقك فهذا يرجع إلى ذمته عند الله، لكن لا يُسوغ لك الإساءة أو القطيعة. ففي الحديث عن مولانا الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال: " من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له، لم يقبل الله له صلاة" ( ميزان الحكمة: ج ٤ / ص ٣٦٧٨ ) . ومع ذلك إن قدرت على النصح والموعظه وبالهدوء ففعل، وإذا لم تستطع فأستعن بمن ينصحه ممن يؤثر عليه من أصدقائه وأرحامكم، وافعل ذلك بلطف وتأدب. وبما أنك ياولدي العزيز وصلت سن البلوغ، حاول أن تسعى للعمل بما يمكنك لمساعدة نفسك وعائلتك، فهذا جهد محمود. وأما الوالدة، فدعاؤنا أن يصبرها الله ويعوضها خيراً على ما تقدمه من تضحية، وعليكم باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لصلاحه وهدايته. في النهاية، لا تجعلك هذه الظروف القاسية تتخلى عن أخلاقك واحترامك لوالدك، فكل شخص يحاسب أمام الله، وأنت مأجور إن صبرت وحافظت على الأخلاق الإسلامية في التعامل معه. وفقنا الله تعالى وإياكم لكل خير وصلاح بحق محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.