عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي المؤمنة، من فضل الله عليكِ أن جعلكِ بارّةً بوالدليكِ وما اعظمها من نعمة، وهذا البِر يزعج الشيطان اللعين، ولذلك يحاول أن يوقع بيكِ وبيك والدكِ ليتحول هذا البر إلى عداوة٠ من حق والدكِ عليكِ أن تتحملي كلامه، وأن تدعي له بدل أن تغضبي وتحتسبي عليه بالله، فكم عانى وتحمل من اجلكِ؟ لنتعلم من القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) كيف يسامحون ويعفوا عن الناس، فالنبي ابراهيم (عليه السلام) دعا لعمه الذي ربّاه، وسمّاه ابي على الرغم من أنّه كان ضالّاً:{واغفر لأبي إنّه كان من الضّالّين}. سوة الشعراء-الاية ٨٦. ونبينا محمد المصطفى (صلّى الله عليه وآله) عندما حاربه قومه وآذوه، حزن حزناً شديداً، أمر الله تعالى ملك يقال اسمه جابيل أن شق الجبال وانتهِ إلى أمر محمد(صلى الله عليه وآله) ، فأتاه فقال: له: إني قد اُمرت لك بالطاعة، فإن امرت أن اُطبق عليهم الجبال فأهلكتهم، قال له النبي (صلى الله عليه وآله): إنّما بعُثت رحمة رب، أهدي امّتي فإنهم لا يعلمون٠ ونحن مأمورون بالتأسي بالنبي {ولكم في رسول اُسوةٌ حسنةٌ لمن كان يجو الله واليوم الآخر}. الاحزاب: ٢١. اطلبي من الله تعالى أن يصبركِ وقت الغضب {اللهم أفرغ علينا صبرا }، ولكن دعوتكِ (سامحكم الله) أو (غفر الله لكم)٠ وفقكِ الله لمراضيه وأبعد عنكِ كلّ سوء ومكروه٠