logo-img
السیاسات و الشروط
( 31 سنة ) - العراق
منذ 4 أشهر

الغيبة في حق الفاسدين وأحكامها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما معنى الحديث (رحم الله امرء جب الغيبة عن نفسه ) فهل يجوز غيبة شخص موضع شبهة ؟؟ وما حكم سوء الظن به؟؟ وهل يعتبر من الغيبة التكلم عن عمل الاشخاص الفاسدين (الذين يمشون معاملات مخالفة للتعليمات و القوانين ) ؟؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، هذا الحديث الذي ذكرته غير موجود في مصادرنا الحديثية، ولكن يوجد ما هو قريب من معناه، فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام): "من عرَّض نفسه للتُهمة فلا يلومنَّ مَن أساءَ به الظنَّ، ومن كتم سرَّه كانت الخيرة في يدِه"». وعنه (عليه السلام) أيضاً: «مَن دخل موضعًا من مواضع التُهمة فاتُّهم فلا يلومنَّ إلا نفسه» (وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج١٢، ص٣٦). ومعنى الحديث، هو ضرورة تجنب المواضع التي تثير الشك والريبة، بحيث تجعل الآخرين يسئون الظن، وقد يؤدي بهم إلى أخذ الغيبة. ولكن هذا لا يعني جواز غيبة كل من يضع نفسه موضع التهمة، فالغيبة تبقى محرمة، ولا تجوز إلّا في موارد معينة، وهذا المورد ليس منها. وأمّا سوء الظن، فلا مانع منه بحد ذاته في تلك الحالة، لكن يلزم عدم إظهار سوء الظن هذا بقول أو فعل من دون مبرر شرعي. إذ كثيراً ما يدعو سوء الظن إلى التجسس على الآخرين، أو اتهامهم باتهامات باطلة، أو غيبتهم بعيوب مستورة عن الآخرين، أو الانتقاص منهم. وكل تلك الممارسات من المحرمات الشرعية. وأمّا الحديث عن الأشخاص الفاسدين، فلابد أوّلاً من التثبت من كون ما يفعلونه فساداً ومخالفاً للقوانين، فإذا تم التأكد من ذلك جاز الحديث عنهم في خصوص ذلك الفعل الذي يمارسونه أمام الناس ولم يكن مستوراً. هذا ونرجو ان تتضمن رسالتكم سؤالاً واحداً، ليسهل الإجابة عليها، خصوصاً وأن الاسئلة المتعددة كثيراً ما لا تندرج تحت حقل واحد، فبعضها أخلاقي، وبعضها فقهي، وبعضها روائي، كما تضمنت رسالتكم. حفظكم الله وسدّد خطاكم.