ابوغنيمه
( 24 سنة )
- العراق
منذ شهر
فهم البلاء وأنواعه في الحياة
1-هل بامكاننا ان نقول ان الله لشدة حبه للنبي محمد جعله اكثر الانبياء تعرضا للأذى؟
2-هل ابتلاء النبي بسبب قومه هذا ابتلاء الالهي اما ماذا؟
3-ماهي انواع البلاء؟
4- تحدثوا لنا قليلا عن البلاء؟
جزتكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله تعالى بكم، وزاد في توفيقاتكم
أخي الكريم، ينبغي أن تعلمي أنّ الابتلاء من سنن الله تعالى في هذا العالم، والابتلاء يكون وفقاً لرتبة الإنسان المعرفية والإيمانية، فيكون المؤمن الصالح عالي الرتبة أعلى بلاءً من غيره، ولا يكون الابتلاء بالشر فقط كما قد يُتوهم، بل قد يكون بالخير؛ لأنّ الابتلاء يُعرّف بأنّه: الاختبار والامتحان، والبلاء يكون في الخير والشر، كما قال تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنبياء:35]؛ لذلك قيل: أنّ البلاء يكون حسناً ويكون سيئاً، وأصله المحنة والله عز وجل يبلو عبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره، ويبلوه بالبلوى التي يكرهها ليمتحن صبره.
وقد وردت في موضوع البلاء، آيات وروايات كثيرة ومتنوِّعة، نذكر منها مع رجاء التأمل فيها بنحو جيد:
١- البلاء والفتنة من سنن الله في الأرض، فلا بُدّ من بلاء واختبار، وهذا هو شأن الحياة الدنيا التي خُلق الإنسان فيها ليُبتَلى، فهي دار ابتلاء وامتحان، وقد تعرَّضت جميع المجتمعات البشريَّة للامتحان عبر مراحل التاريخ،
قال تعالى: {أَحَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنّ الْكَاذِبِينَ}، (سورة العنكبوت، الآية 2 ـ 3)، وقال تعالى: {لَتُبْلَوُنّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ... المزید}(سورة آل عمران، الآية 186).
٢- وكلَّما كان الإنسان أرفع مقاماً، كلَّما اشتدَّ عليه البلاء، فقد رُوي عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: "ذُكِر عند أبي عبد الله (عليه السلام) البلاء، وما يخصُّ الله عزَّ وجلَّ به المؤمن، فقال: سُئل رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) مَن أشدُّ الناس بلاء في الدنيا؟ فقال: النبيُّون ثمَّ الأمثل فالأمثل، ويَبْتلِي المؤمن بَعْدُ على قَدْر إيمانه، وحسن أعماله، فمن صحَّ إيمانه وحسن عمله، اشتدَّ بلاؤه، ومن سَخُف إيمانه وضَعُف عمله، قلَّ بلاؤه" (الكافي للشيخ الكلينيّ، ج ٢، ص ٢٥٢).
٣- الاستفادة من البلاء والحذر من الرخاء، من سمات المؤمنين، فقد قال الإمام الكاظم(عليه السلام): "لن تكونوا مؤمنين حتّى تَعُدُّوا البلاء نعمة، والرخاء مصيبة، وذلك أنَّ الصبر عند البلاء أعظم من الغفلة عند الرخاء"(بحار الأنوار للعلامة المجلسيّ، ج ٦٤، ص ٢٣٧).
٤- كما أنَّهم لم يتركوا طريق معالجة البلاء، فقد قال الإمام عليّ(عليه السلام): "ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء" (الخصال للشيخ الصدوق، ص ٦٢١).
٥- وقد فُتِحَتْ نافذةُ الأمل لأصحاب البلايا، حيث قال الإمام عليّ(عليه السلام): "ما اشتدَّ ضيق إلّا قرّب الله فرجه" (عيون الحكم والمواعظ لعليّ بن محمد اللّيثيّ الواسطيّ، ص ٤٧٧).
٦- كما أنَّهم بيَّنوا الأجر الأخرويّ على البلاء، وبيَّنوا ضرورة التسليم لله سبحانه في ذلك، وعدم الإنجرار إلى الاعتراض على الله تعالى، كما في قول رسول الله(صلّى الله عليه وآله): "إنَّ أعظم البلاء يُكَافَأ به عظيم الجزاء، فإذا أحبّ الله عبداً ابتلاه، فمَنْ رَضِيَ قلبه فله عند الله الرضا، ومن سخط فله السخط" (بحار الأنوار للعلامة المجلسيّ، ج ٧٤، ص ١٤٤.
أخي العزيز، إذا تأملت بما كتبناه لك سيتضح لك جميع ما سألت عنه وزيادة.
وفقكم ربي لكل خير .