فضل الزواج في الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، قال تعالى {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ... المزید} (النور: ٣٣). كن على ثقة، إنّ الذي لم يستطع التزوج لظروف معينة وعفَّ نفسه، وضبط نزوعه، وجاهد شهوته، كان له منزلة عظيمة عند الله سبحانه، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنَّه قال: إنَّ المؤمن معنيٌّ بمجاهدة نفسه لِيغلبها على هواها، فمرَّة يقيم أودها ويخالف هواها في محبَّة الله، ومرَّة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش، ويقيل الله عثرته فيتذكَّر، ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف - إلى أنْ قال - ولا فضيلة كالجهاد، ولا جهاد كمجاهدة الهوى. (١) وعن الإمام عليّ (عليه السلام): حاربوا هذه القلوب، فإنّها سريعة العثار.(٢) وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنَّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله) بعث سَرِيَّة، فلمَّا رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله، وما الجهاد الأكبر؟! قال: جهاد النفس ثمَّ قال (صلّى الله عليه وآله): أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه.(٣) وعن الإمام علي (عليه السلام) أيضاً: أفضل الجهاد جهاد النفس عن الهوى، وفطامها عن لذَّات الدنيا. (٤) وعن الإمام الباقر (عليه السلام): لا فضيلة كالجهاد، ولا جهاد كمجاهدة الهوى. (٥) ومن هنا قد يكون ثواب الأعزب في مجاهدة النفس أعظم من المتزوج، لكون المتزوج أبرد رغبةً لوجود زوجة تحصنه بخلاف الأعزب . وفقكم الله تعالى لكل خير. --------------------------- (١) مستدرك الوسائل للميرزا النوريّ، ج ١١، ص ١٤٢. (٢) ميزان الحكمة للريشهري، ج١، ص ٤٥٣. (٣) الأمالي للشيخ الصدوق، ص ٥٥٣. (٤) ميزان الحكمة للريشهري، ج١، ص٤٥٣. (٥) ميزان الحكمة للريشهري، ج١، ص٤٥٣.