( 17 سنة ) - البحرين
منذ شهر

أتباع الشيطان وأدوارهم في العالم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف للشيطان الوسوسة للعالم كله ؟ و هل يوجد له اتباع ؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الشيطان ليس محدوداً بزمان ومكان، وهو قادر على الوسوسة للعالم كله بوسائل مختلفة. من بين هذه الوسائل أنه يملك جنودًا من الشياطين والجن الذين يساعدونه في نشر الإضلال والفتنة بين البشر. وقد ورد في الروايات أن لكل إنسان شيطانًا يوسوس له، فيكون تأثير الشيطان فرديًا على كل شخص بحسب قابليته وتأثره. لكن لا بد من التمييز بين إبليس والشيطان، فإبليس هو الكائن الأول الذي عصى الله ورفض السجود لآدم، وهو زعيم الشياطين، أما الشيطان فهو اسم عام لكل من يسلك طريق الإفساد، سواء من الجن أو الإنس. ولهذا، فإن اتباع الشيطان لا يقتصر على مخلوقات غير مرئية، بل قد يكون من البشر أيضًا، ممن يسيرون على نهجه ويعملون على نشر الفساد. وقد أشار الله تعالى إلى أن بعض الناس، نتيجة لإعراضهم عن ذكر الله، يُقيَّض لهم الشيطان فيكون لهم قرينًا يلازمهم ويوسوس لهم، كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمَنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ (الزخرف:36). وهذا التقييض لا يعني أن الله يجبر الإنسان على الضلال، بل هو نتيجة طبيعية لإعراضه، فيُترك بلا توفيق، ويصبح للشيطان سيطرة عليه من حيث التأثير والوسوسة، دون أن يكون له سلطان قهري يجبره على المعصية. وهؤلاء القرناء لا يفارقون أصحابهم حتى بعد الموت، مما يدفع الإنسان إلى الندم الشديد حين يكتشف أنه قد اتبع قرينًا أضله في الدنيا، كما جاء في قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيتَ بَينِي وَبَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرِينُ ﴾ (الزخرف:38). وهذا يظهر أن الشيطان وأتباعه يظلون ملازمين للإنسان الذي اتبعهم حتى اللحظات الأخيرة من حياته، بل وحتى بعد وفاته.