logo-img
السیاسات و الشروط
منتصر خالد ( 24 سنة ) - العراق
منذ 4 أشهر

تفسير اختيار "نفس" بدلاً من "روح" في الآية القرآنية

قوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت) لماذا قال الله تعالى نفس ولم يقل روح


السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ولدي العزيز، من العلماء من يعد الروح والنفس شيئًا واحدًا، لأنَّ النفس ترد في النصوص الشرعية ويُراد بها الروح، وأحيانا تطلق النفس ويُراد بها الروح والجسد معاً، وهذا من قبيل المجاز وليس الحقيقة. ونستطيع القول بأن الروح شيء والنفس شيء آخر، مع وجود علاقة وارتباط بينهما على النحو الآتي: إنّ النفس تموت لقوله (عزَّ وجلَّ): {كل نفس ذائقة الموت} (آل عمران: ١٨٥) أما الروح فإنها لا تموت، لأننا لا ندرك كنهها وبالتالي فإنها تصعد إلى بارئها، أي أنَّ الروح في عالم مجهول بالنسبة لنا. كما إنَّ النفس تموت مرتين مرة حين النوم فإذا نام الإنسان قبض الله نفسه ولم يقبض روحه، حيث إنّ النائم يتنفس وقلبه ينبض فالنفس يتوفاها الله (عزَّ وجلَّ) أثناء النوم أي يأخذها، ثم يُعيدها حين الاستيقاظ أي تعود لتلتصق به لحظة الاستيقاظ، وتتم العملية الربانية بسرعة فائقة يمكن أن تكون أسرع من الضوء، وهذا مظهر من مظاهر الإعجاز، وتموت النفس في المرة الثانية حين تفارق الروح الجسد، فيقول الله تعالى: {اللهُ يَتَوَفِي الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ التِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِن فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الزمر: ٤٢) والمُراد حين موتها أي: حين تفارق الروح الجسد ويقول جلَّ جلاله: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} (فاطر: ٣٢) ولم يقل (لروحه) للدلالة أيضًا على أن النفس غير الروح. وإذا استعرضنا الآيات التي لها علاقة بالقتل نجد أنها مرتبطة بالنفس، ولم تذكر أيَّ آية لها علاقة بالروح فيقول سبحانه وتعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النفْسَ التِي حَرَمَ اللهُ إلا بالحق} (الأنعام: ١٥١) وهناك خمسة عشر موضعاً في القرآن الكريم يربط القتل بالنفس، ولا تذكر الروح في هذا المجال حيث إن الروح لا تعرف حقيقتها ولا كنهها فلا يقع عليها القتل وهذا يؤكد أن الروح غير النفس ولذلك ورد في القرآن: {وَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ ۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (الإسراء: ٨٥). ودمتم موفقين.

5