السلام عليكم شيخنا
انما الاعمال بالنيات
شخص لديه نيه بارتكاب الحرم مثل الزنا او شرب الخمر او السرقه بالزمن القريب او البعيد
هل اذا مات وهو لديه هذه النيه هل تخرج منه ولاية اهل البيت عليهم السلام ؟ ولكنه يضل على الاسلام
هو صحيح انه مافعل هذه الاعمال السيئه ولكنه ينوي يفعلها ولكنه مات قبل ان يفعلها للتوضيح شيخنا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولدي العزيز رعاكم الله،لا يترتب إثم ولا عقوبة ولا تؤدي لسلب "الولاية" على مجرد نية الإنسان لارتكاب المعصية ما لم يقدم على فعلها، فإن وقعت المعصية كتبت عليه، وإن تاب عنها غفرت له. وقد وردت العديد من الروايات التي تؤكد أن الإنسان لا يساءل على مجرد العزم على الذنب ما لم يتحول ذلك إلى فعل.
فقد روى الكليني بسنده عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام قوله: "إن الله تبارك وتعالى جعل لآدم في ذريته: من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة وعملها كتبت له بها عشرا، ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه" (الكافي، ج2، ص428).
كما روى الكليني أيضا بسنده عن أبي بصير عن عبد الله عليه السلام: "وإن المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه" (الكافي، ج2، ص428).
وكذلك جاء في رواية الحسين بن سعيد في كتاب الزهد بسنده عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قوله: "إذا هم العبد بالسيئة لم تكتب عليه، وإذا هم بحسنة كتبت له" (وسائل الشيعة، ج1، ص52).
وعلى الرغم من أن نية المعصية لا توجب عقوبة على الإنسان، إلا أنه ينبغي على المؤمن الإبتعاد عنها، لكونها تعبر عن ضعف الإيمان وسوء الخلق مع الله، ولها آثار سلبية على النفس، كما أنها تحرم العبد من بعض المنح الإلهية. ولهذا، حذرت الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام من مجرد التفكير في الذنب حتى وإن لم يرتكب.
ومن هذه الروايات ما رواه الصدوق بسنده عن الأزدي عن أبي عبد الله عليه السلام: "إن المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه" (وسائل الشيعة، ج1، ص58).
وفي رواية أخرى أوردها الكليني بسنده عن عبد الله بن موسى بن جعفر عن أبيه الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، قال: سألته عن الملكين، هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة؟ فقال: "ريح الكنيف وريح الطيب سواء؟"، قلت: لا، قال: "إن العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح"، فقال: "صاحب اليمين لصاحب الشمال: قم فإنه قد هم بالحسنة فإذا فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده فأثبتها له، وإذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قف فإنه قد هم بالسيئة فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها عليه" (الكافي، ج2، ص429).
كما ورد في المأثور عن نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام أنه قال لبني إسرائيل: "يا بني إسرائيل، زعمتم أن موسى نهاكم عن الزنى وصدقتم، وأنا أنهاكم عنه وأحدثكم أن مثل حديث النفس بالخطيئة كمثل الدخان في البيت إلا تحرقه فإنه ينتن ريحه ويغير لونه، ومثل القادح بالخشبة إلا يكسرها فإنه يعجرها ويضعفها" (تاريخ مدينة دمشق، ج47، ص465).
تبين هذه الروايات أن النية السيئة، وإن لم يترتب عليها إثم مباشر، إلا أن أثرها على النفس كأثر الدخان في البيت؛ فإن لم يسبب احتراقه وتلفه، فإنه يغير لونه ويفسد هواءه برائحة كريهة. وهكذا هي نية المعصية، فإنها تكدّر القلب وتؤثر على صفائه، مما يجعل النفس أقل قدرة على تلقي الفيوضات الإلهية، فتصبح مرتعا لهواجس الشيطان وتسويلاته، مما يضعف ارتباطها بالله ويقلل من نصيبها من النور والهداية.