الاستماع إلى الغناء والموسيقى حرام باتفاق العلماء، والدليل على حرمته مستمد من القرآن الكريم والأحاديث الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام)، فأما الدليل من القرآن الكريم فهو قوله تعالى: ومن يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين، وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في اُذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم لقمان 6 و7 (اللهو) في اللغة هو ما يشغلك عما يهمك، ولهو الحديث هو ما يلهي عن الحق، كالتغني بالشعر والملاهي والمزامير، وكالحكايات الخرافية والقصص الداعية إلى الفسق والفجور، كل ذلك يشمله لهو الحديث والمراد بسبيل الله هو القرآن الكريم بما فيه من المعارف الحقة والمعتقدات وقصص الأنبياء، فان لهو الحديث يعارض هذه الاعتقادات ويناقض مضمون المعارف الحقة ويوهنها في أنظار الناس، فإذا كان الإنسان مشتغلا باستماع الأغاني والموسيقى والحكايات الخرافية، فانه سوف لا يعتني بالقرآن الكريم ولا يهتم بتعلم مفاهيم الإسلام، بل يصل إلى مرحلة لا يحب أن يستمع إلى القرآن الكريم وهذا ما نراه ماثلا أمام أعيننا هذه الأيام، فبعض الناس بلغ بهم الاهتمام بلهو الحديث (الغناء والموسيقى) إلى درجة تراهم متوجهين لاستماع الغناء والموسيقى من (الراديو أو التلفزيون) أو غيرهما فاذا حان تلاوة القرآن الكريم أغلقوا الجهاز وأعرضوا عن الاستماع لكلام الله العظيم، وهذا مصداق ما تذكره الآية الشريفة (واذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا).
وعلى كل حال فالدليل على حرمة الاستماع إلى الغناء والموسيقي وافٍ من النصوص الشرعية.
فلهو الحديث يشمل الغناء والموسيقى، كما جاءت بذلك رواية أبي اُمامة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال (صلى الله عليه وآله):
(لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهن وأثمانهن حرام وقد نزل تصديق ذلك في كتاب الله ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ... المزید).
وقال الإمام محمد الباقر (عليه السلام) (الغناء مما أوعد الله عليه النار، وتلا هذه الآية (ومن الناس...) قال ومنه الغناء أي من لهو الحديث)
وعلاوة على هذه الأدلة الصريحة فقد وردت أحاديث اُخرى، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحشر صاحب الطنبور يوم القيامة وهو أسود الوجه وبيده طنبور من النار وفوق رأسه سبعون ألف ملك وبيد كل ملك مقمعة يضربون رأسه
ووجهه، ويُحشر صاحب الغناء من قبره أعمى وأخرس وأبكم، ويحشر الزاني مثل ذلك، ويحشر صاحب المزمار مثل ذلك وصاحب الدف مثل ذلك.
وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً:
(من استمع إلى اللهو (الغناء والموسيقى) يذاب في اُذنه الانك (هو الرصاص المذاب) يوم القيامة وقال (صلى الله عليه وآله) الغناء والموسيقى رقية الزنا أي وسيلة أو طريق يؤدي إلى الزنا والعياذ بالله.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) الغناء يورث النفاق والفقر.
وقال (عليه السلام) (بيت الغناء لا تُؤمن فيه الفجيعة ولا تُجاب فيه الدعوة ولا تَدخلُه الملائكة).