كيف نتعلم العقائد بشكل يقييني وصحيح
في هذا الزمن هل نعتمد في المقام الاول على كتب العقيدة هل ان هذه الكتب عندما نقول انك لا تقلد في العقيدة عندما ترجع الى هذه الكتب سوف تجد فيها ادلة عقلية و نقلية اي (هل هذا لا يعد من جوانب التقليد و يعتبر وسيلة تسهل الحصول على العقائد) ملخص السؤال 1_هل نعتمد على كتب العقيدة في الحصول على العقائد الحقة؟
2_عند الرجوع الى هذه الكتب هل هذا لا يعتبر تقليد بل وسيلة تسهل الحصول على العقائد و ما هي الكتب التي تنصحون بها لدراسة العقائد تعتمد على ادلة عقلية و نقلية
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
١- معنى أن لا يقلد الإنسان الباحث في العقائد، أن يكون متبعاً للدليل العلمي في الاعتقاد في أصول العقيدة، لا تابعاً لأقوال الآخرين كالمشهور في بيئته ومحيطه، فالحجة في أصول العقيدة للدليل والبرهان لا لأقوال الرجال، قال تعالى في سورة الزخرف: ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣)﴾. فالواضح من سياق الآية المباركة أنَّها بصدد الذم للتقليد في العقائد والتشنيع على من يتخذ البقاء على العقيدة الباطلة ذريعةً يبرر بها ما يعتمده من أفكار ورؤى ومعتقدات.
٢- قراءة كتب العقيدة الصحيحة لا تعني تقليد آراء أصحابها، بل هي للنظر في ما يطرحون من أدلة، فهم مساعدون للباحث، ومختصرون له الطريق، ومنبهون على مواضع الاشكال والرد.
٣- تعرف العقيدة أنّها صحيحة تبعاً لصحة الدليل؛ فإن صح الدليل صح المدلول؛ فينبغي عليكم أن تبنوا عقيدتكم على الدليل العلمي والبرهان الحقيقي بدراسة ومطالعة الكتب التي تُعنى ببيان العقيدة الصحيحة؛ لتضمنوا صحة عقيدتكم؛ ولتحصين أنفسكم؛ ولبيان الحق لمن التبس عليه.
٤- نقترح عليكم مطالعة الكتب التالية بوعي وإتقان:
أ- أصول الدين للشباب، لسماحة الشيخ ناصر مكارم الشيرازي.
ب- بداية المعرفة، للأستاذ السيد حسن مكي العاملي.
وإن صعبت عليك فاستعن بشرح بعض الأساتذة الموثوق بهم في توضيح مطالبه.
ج- هوية التشيع، للدكتور الشيخ أحمد الوائلي.
د- ثم اهتديت، للدكتور التيجاني.
ز- أصول العقيدة، للسيد محمد سعيد الحكيم (قدس سره).
كما ننصحكم بالاهتمام بتهذيب النفس وتزكيتها فإنّ لذلك بركات وتوفيقات، وإنّ من أهمّ ما يمكن أن يفيد في هذا الجانب هو مطالعة الكتب التالية، وتطبيق مضامينها، وجعلها راسخة في النفس:
أ- خمسون درساً في الأخلاق، للشيخ عباس القمي.
ب- مرآة الرشاد، للشيخ عبد الله المامقاني.
ج- صفات الشيعة، للشيخ الصدوق.
وأخيراً: إنّ من أهم ما ينبغي للمؤمن والمؤمنة اليوم هو رفع مستوى الوعي الديني، في مجالاته المختلفة وبالأخص العقدي والفقهي والأخلاقي، وينبغي الاهتمام الأكيد بتزكية النفس وتربيتها، وترويضها على ترك المحظورات، والصبر على الطاعات، وانتهاج أفضل السبل الكفيلة بذلك، والابتعاد عن الأجواء والمحيطات الملوثة، ومقاطعة رفاق السوء، واستبدال ذلك بمجالس الذكر والرفقة الصالحة.
نسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد بحق محمد وآله خير العباد (صلوات الله تعالى وسلامه عليه أجمعين).