معارضة الاهل في زواج ابنهما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حقيقة انا احب بنت اكبر مني بأربع سنوات وحقيقة انا اراها مناسبة لي ولكن والداي يعارضان زواجي بها بسبب ان البنت اصلها من غير محافظة ولكنها ساكنة في محافظتنا فيخافون ان تكون ذات صفات سيئة مشهورة في تلك المحافظة وثانيا لأنها اكبر مني بأربع سنوات، علماً اهلي لم يسألوا عن البنت واهلها، في هذه الحالة ماذا افعل؟ اذا اصريت عليهم في هذا الامر هل يعتبر عقوق للوالدين؟ شكرا جزيلا وحفظكم الله ورعاكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ليس من المعيب ان يتزوج الشاب بمن هي اكبر منه سناً وليس من المعيب ان تتزوج البنت بمن هو اصغر منها سناً، فالزواج يبتني على اسس قد بينتها الشريعة المقدسة اهما الدين والاخلاق، ففي الحديث الشريف المروي عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) ( تنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين). وعنه صلى الله عليه وآله: إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب [إليكم] فزوجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. وعن الإمام الرضا عليه السلام ( ان خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوجه، ولا يمنعك فقره وفاقته …… ) فالاساس في اختيار الزوج والزوجة هو توفر الدين والاخلاق لديهما واما غير هذا فهو شيء يطلب بعد ذلك . فان كان لك بها رغبة ولها بك رغبة واستطعت إقناع اهلك بها فتقدم لخطبتها والا فلا تؤملها ما لا تستطيع الوفاء به، واعلم ان حكم المراسلة بين الرجل والمرأة المبني على ممارسة الحب او اظهاره حرام شرعاً في حال كونهما اجنبيان عن بعضهما البعض. واعلم ان الواجب على الولد تجاه أبويه أمران: الاول: الإحسان اليهما بالانفاق عليهما إن كانا محتاجين، وتأمين حوائجهما المعيشية، وتلبية طلباتهما فيما يرجع إلى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول، حسبما تقتضيه الفطرة السليمة، ويعدّ تركها تنكراً لجميلهما عليه، وهو أمر يختلف سعة وضيقاً بحسب اختلاف حالهما من القوة والضعف. الثاني: مصاحبتهما بالمعروف، بعدم الإساءة اليهما قولاً أوفعلاً وإن كانا ظالمين له، وفي النص: ( وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل : غفر الله لكما). هذا فيما يرجع إلى شؤونهما وأما فيما يرجع إلى شؤون الولد نفسه ، مما يترتب عليه تأذّي أبويه فهو على قسمين: ١- أن يكون تأذّيه ناشئاً من شفقته على ولده، فيحرم التصرّف المؤدّي إليه سواء نهاه عنه أم لا، ففي مثل هذه الخطوة إذا أقبلت على الزواج دون موافقتهما وتأذيا، فإنه يحرم عليك ذلك. ٢- أن يكون تأذّيه ناشئاً من اتصافه ببعض الخصال الذميمة، كعدم حبّه الخير لولده دنيوياً كان أم اخروياً، ولا أثر لتأذّي الوالدين إذا كان من هذا القبيل، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع، وبذلك يظهر أن إطاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصية غير واجبة في حد ذاتها. و دمتم في رعاية الله وحفظه.