مقارنة بين أفكار طاليس وآيات القرآن حول الماء والحياة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إنّ التشابه لا يعني التطابق، فطاليس الملطي قال إن الماء هو "العنصر الأساسي لكل شيء"، لكنه كان يقصد ذلك من منظور فلسفي وليس علمياً، إذ لم تكن لديه وسائل لإثبات ذلك علمياً، بينما الآية القرآنية ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ (الأنبياء: 30) تتحدث عن الماء كشرط أساسي للحياة البيولوجية، وهو ما أثبته العلم الحديث. فالفرق هنا هو أن طاليس كان يطرح فرضية فلسفية، بينما القرآن يقدّم حقيقة ثابتة دون خطأ، وهو ما يميز النص الإلهي عن مجرد التأملات البشرية، فالقرآن لم يقتبس من طاليس، بل أتى بحقيقة علمية مستقلة، فحتى لو وُجدت أفكار مشابهة قديمة، فإن ذلك لا ينفي أن القرآن نزل بها بوحي من الله، خاصة وأن العرب في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)لم يكونوا على دراية بفلسفات اليونان القديمة.