السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا بنت عمري ١٨ سنة
الحمدلله على الصحة والعافية عمري مو كلش كبير لكن انا كثيرة التفكر بالموت دائماً مخليه هالشي ببالي مرات توصل بيه ابچي بسبب خوفي من هالشي
والخوف الأساسي هو ان رب العالمين خاف ما راضي عليه او خاف أعمالي ما مقبولة او تطلع صلاتي خطأ وكلشي ينتهي بوقتها
وان انا مقصرة في حقه وخاف ما اگدر اشوف اهل البيت عليهم السلام وما راح يرزقني الجنة على الرغم انا أحاول جاهدة ما اذنب وما اعصي رب العالمين لكن هذا الشعور بالتقصير والخوف شلون اكدر اخفف منه ؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
التفكير الإيجابي بالموت بما يجعل الإنسان يراقب نفسه وينزجر عن المعاصي امر جيد ومطلوب، فيكون محرك له نحو الصلاح، ولكن لا يصل إلى حد يكون معرقل للحياة وتصل بالإنسان إلى حد الوسوسة، فهذا غير صحيح ويكون مدخل للشيطان لتخريب دين الانسان المؤمن، فالمطلوب من المؤمن ان يكون وسطي فلا افراط ولاتفريط. ويتخذ الانبياء واهل البيت قدوة له في الحياة ،فهم الذين كانوا يعيشون وارواحهم متعلقة بالاخرة كأنهم يعيشون النار بلهيبها والجنة بنعيمها ،ولكنهم كانوا يعيشون مع الناس ويخالطونهم ويتزوجون ويأكلون ويعملون.
فسيرة النبي واهل بيته افضل السير التي تنفعنا في الحياة وتخط لنا طريق الهدى والصلاح.
وأيضًا من أسباب الخوف من الموت هو قد يكون بسبب إرتكاب الذنوب والمعاصي؛ فيخاف من عذاب الله تعالى، وهذا العذاب يبدأ من عالم القبر والبرزخ، فإنّ القبر إمّا روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النار.
وفي الحديث: « إنّما والله ما أخاف عليكم إلا البرزخ فأمّا إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم ». [ بحار الأنوار / المجلّد : ٦ / الصفحة: ۲۱٤ / الناشر: مؤسسة الوفاء / الطبعة: ۲ ].
وقد يكون السبب هو الركون إلى الدنيا وزخارفها ونسيان الآخرة التي هي دار الخلد، وفي الحديث أنّه سئل الإمام الحسن عليه السلام: يابن رسول الله ما بالنا نكره الموت، ولا نحبّه؟
فقال الإمام الحسن عليه السلام: « إنّكم أخربتم آخرتكم وعمّرتم دنياكم، فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب ». [ بحار الأنوار / المجلّد: ٦ / الصفحة: ۱۲۹ / الناشر: مؤسسة الوفاء / الطبعة: ۲ ].
وقد يكون السبب هو عدم المعرفة بحقيقة الموت، والحال أنّ الموت راحة للمؤمن ، ففي الحديث قيل للصادق عليه السلام: صف لنا الموت. قال: « للمؤمن كأطيب ريح يشمّه ، فينعس لطيبه، وينقطع التعب، والألم كلّه عنه؛ وللكافر كلسع الأفاعيّ ولدغ العقارب أو أشدّ ». [ بحار الأنوار / المجلّد: ٦ / الصفحة: ۱٥۲ / الناشر: مؤسسة الوفاء / الطبعة: ۲ ]
قيل لعلي بن الحسين عليه السلام : ما الموت ؟ قال: « للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة، وفكّ قيود وأغلال ثقيلة، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح، وأوطئ المراكب، وآنس المنازل؛ وللكافر كخلع ثياب فاخرة، والنقل عن منازل أنيسة، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل وأعظم العذاب ». [ بحار الأنوار / المجلّد: ٦ / الصفحة: ٥٥ / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة: ۲ ].
بل حتّى المؤمن الذي يشتدّ عليه سكرات الموت يكون ذلك خيراً له ، إذ يكون كفّارة لذنوبه لكي يلقى الله تعالى طاهراً من المعاصي ومستحقّاً لشفاعة النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته المعصومين عليهم السّلام.
ففي الحديث عن أبي محمّد العسكري عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال : دخل موسى بن جعفر عليه السلام على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعياً فقالوا له : يابن رسول الله ، وددنا لو عرفنا كيف الموت ، وكيف حال صاحبنا ؟ فقال ـ عليه السلام ـ : « الموت هو المصفاة تصفّي المؤمنين من ذنوبهم ، فيكون آخر ألم يصيبهم كفّارة آخر وزر بقي عليهم ... المزید وأمّا صاحبكم هذا فقد نخل من الذنوب نخلاً وصفّي من الآثام تصفيةً ، وخُلّص حتّى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد ». [ بحار الأنوار / المجلّد : ٦ / الصفحة : ٥٥ / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : ۲ ].
فالمؤمن إذا إلتفت إلى ذلك لا يخاف الموت ، بل يحبّه ويشتاق إليه ، كما في الحديث عن الإمام الجواد عليه السّلام : « أما إنّهم لو عرفوا ما يؤدّي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبّوه أشدّ ما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامة ». [ بحار الأنوار / المجلّد : ٦ / الصفحة : ٥٦ / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : ۲ ].
وفي حديث آخر: دخل علي بن محمّد عليه السلام على مريض من أصحابه ، وهو يبكي ، ويجزع من الموت ، فقال له: « يا عبد الله تخاف من الموت ؛ لأنّك لا تعرفه، فذلك الموت هو الحمام، وهو آخر ما عليك من تمحيص ذنوبك، وتنقيتك من سيائتك ... ». [ بحار الأنوار / المجلّد : ٦ / الصفحة : ٥٦ / الناشر: مؤسسة الوفاء / الطبعة : ۲ ]