استعادة الخشوع في الصلاة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، بارك الله فيكِ وعليكِ. الصلاة إذا توفّرت على الأجزاء والشروط المذكورة في الرسالة العملية فستكون صحيحة، حتى وإن لم يتوفّر فيها الحضور والخشوع، ولا تحتاجين إلى قضائها، لأنّها كما ذكرنا صحيحة. ولكن الصلاة بالخشوع والحضور أفضل بكثير من جهة الثواب، وإليكِ خطوات تنفع إن شاء الله تعالى في استعادة الخشوع: ١. التهيؤ للصلاة قبل دخولها: • لا تدخلي في الصلاة مباشرة وأنتِ منشغلة بشيء آخر، بل خذي دقيقة لتهدئة نفسكِ وتذكيرها بأنكِ ستقفين بين يدي الله. • استشعري أن هذه الصلاة قد تكون آخر صلاة لكِ في حياتكِ. ٢. فهم معاني الأذكار والآيات: • عند قراءة الفاتحة، فكري في معانيها، قولي: "إياك نعبد وإياك نستعين" وأنتِ تستشعرين أنكِ تقولينها لله وحده. • عندما تقولين: "سبحان ربي العظيم" أو "سبحان ربي الأعلى"، تخيلي أنكِ تمجدين نفسك أمام عظمة الله. ٣. استشعار أن الله يراكِ ويسمعكِ: • قولي لنفسكِ: "الله الآن ينظر إليّ، ويسمعني، فكيف سأصلي"؟ • كلما شرد ذهنكِ، أعيدي تركيزكِ بأنكِ الآن في لقاء مع الله. ٤. الصلاة ببطء وتأنٍ: • لا تستعجلي في القراءة أو الركوع أو السجود، بل اجعلي لكل حركة وزنها. • بعد كل آية في الفاتحة، توقفي للحظة وتأملي معناها. ٥. تغيير الآيات والسور التي تصلين بها: • أحيانًا، فقدان الخشوع يكون بسبب التكرار الروتيني، فحاولي قراءة سور جديدة لم تعتادي عليها. • اختاري آيات تتحدث عن الجنة أو لقاء الله، وتأملي فيها أثناء الصلاة. ٦. تحسين بيئة الصلاة: • صلي في مكان هادئ وخالٍ من المشتتات. • استخدمي سجادة مريحة تعينكِ على التركيز. ٧. الإطالة في السجود والدعاء فيه: • السجود هو أعظم موضع للخشوع، فلا تتعجلي فيه. • قولي مثلاً: "اللهم اجعل قلبي خاشعًا لك، واملأني بحبك وخوفك". • استشعري أنكِ الأقرب إلى الله في هذا الموضع. ٨. التخلص من المشتتات قبل الصلاة: • إن كان هناك شيء يشغلكِ، حاولي إنهاءه قبل الصلاة، حتى لا يسيطر على ذهنكِ. • قللي من استخدام الهاتف قبل الصلاة، فهو أكبر سبب للشرود الذهني. ٩. الدعاء بطلب الخشوع: • قولي مثلاً: "اللهم اجعل قلبي حاضرًا في الصلاة، ولا تجعلني من الغافلين". • استعيني بالله، فهو وحده قادر على أن يملأ قلبكِ بالخشوع. ١٠. المحافظة على الأذكار والقرآن خارج الصلاة: • القلوب التي تعيش مع الله طوال اليوم، يسهل عليها الخشوع في الصلاة. • أكثري من ذكر الله خلال اليوم، وعودي نفسكِ على استشعار عظمته في كل وقت. ختامًا: الخشوع لا يأتي فجأة، بل يحتاج إلى تدريب وصبر، لكنه عندما يعود، ستشعرين بلذة الصلاة كما لم تشعري بها من قبل. كلما فقدتِ التركيز، لا تيأسي، بل أعيدي المحاولة مرة بعد مرة، وستجدين نفسكِ أقرب إلى الله وأشد تعلقًا به. أسأل الله أن يمنحكِ صلاة مليئة بالخشوع، وأن يجعلكِ ممن تأنس قلوبهم بلقائه.