logo-img
السیاسات و الشروط
نور علي ( 33 سنة ) - العراق
منذ 5 أشهر

أسباب عدم استجابة الدعاء

السلام عليكم سؤالي هوا ليش رب العالمين ما يستجاب النا مع كثرة الطلب والدعاء واللحاح يعني انا وضعي المادي من بداية حياتي صعب وانا كثيرة دعاء واللحاح على الله بحيث ماضل دعاء ولا صلاة ولا شي ماسويته بس رزقي قليل يعني انا مرات أيس أكول ماكو امل ومرات اعاتب رب العالمين اكول ليش ياربي ماتستجابلي مرات حتى يقل عندي توجه واقرر بعد لا اطلب ولا ادعي وما يصير عندي اوهس اقراء قرأن او ادعية


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، أولا أريد أن أخبركِ أن شعوركِ طبيعي جدًا، وقد مرَّ به كثير من الناس في حياتهم. الدعاء من أعظم العبادات، والإلحاح في الدعاء لا يتجاهله الله، لكنه سبحانه وتعالى يختار لنا الأفضل في أوقاتنا، وقد يكون التأخير خيرًا لنا، حتى وإن لم نتمكن من رؤيته في الوقت الحالي. إليكِ بعض النقاط التي قد تساعدك في فهم هذا الموضوع وتخفيف شعوركِ: 1. الدعاء عبادة ووسيلة اختبار: الله سبحانه وتعالى يحب أن يدعوه عباده، ويشجعنا على الإلحاح في الدعاء، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن: "إن الله يحب الملحين في الدعاء".(بحار الأنوار، ج ٩٠، ص ٣٠٠)، لكن الله سبحانه وتعالى يختبر صبرنا ويمتحن إيماننا من خلال تلك الدعوات. قد يؤخر الاستجابة لسببٍ ليس لنا علم به، وقد تكون تلك التجارب دافعًا لنا لزيادة إيماننا وتقوى صبرنا. 2. التأخير لا يعني الرفض: قد تتأخر الإجابة لكن لا يعني أن الله لا يستجيب، فقد يُستجاب الدعاء بأشكال أخرى غير التي نتوقعها، إما بدفع شيء ضار أو بحلول مغايرة للنتيجة التي كنت تتوقعينها. الله سبحانه وتعالى أرحم بنا من أنفسنا ويعلم ما هو خير لنا في الوقت المناسب. وفي الحديث الشريف: " إِنَّ اَللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً اِبْتَلاَهُ بِعَظِيمِ اَلْبَلاَءِ فَإِنْ رَضِيَ فَلَهُ اَلرِّضَا وَ إِنْ سَخِطَ فَلَهُ اَلسَّخَطُ . (إرشاد القلوب ج ۱، ص ٤٢). فالأوقات الصعبة هي فرصتكِ لزيادة الأجر ورفع درجاتكِ عند الله. 3. الرزق والتوكل على الله: في مسألة الرزق، يجب أن نعلم أن الرزق لا يأتي فقط من المال، بل من الصحة، والعافية، والعلاقات الطيبة، وكل ما يعيننا على الحياة. الله يرزقنا بما هو أنفع لنا. "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ رِزْقُهَا" (هود: 6). فالله سبحانه وتعالى يقدر لنا ما هو خير لنا. قد يكون الرزق في الوقت الحالي قليلًا لكنه يساعدكِ على النمو الروحي، ويعلمكِ الصبر، والتوكل، والاعتماد عليه. 4. لا تيأسي من رحمة الل: الله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" (الأعراف: 156). فلا تيأسي أبدًا من رحمة الله. أحيانًا قد نشعر باليأس، لكن الله لا يترك عباده الصالحين الذين يدعون ويستغيثون به. واستمري في الدعاء، وإن لم تري النتيجة كما تتوقعين، لا تتوقفي، لأن الأجر سيكون مع الصبر، والاستمرار في الدعاء واللجوء إلى الله. 5. الصبر هو مفتاح الفرج: تذكري أن الصبر على البلاء والمصاعب من أرفع درجات الإيمان، ويمر به الأنبياء والصالحون. الله وعدنا بالفرج بعد الصبر، وأنتِ لا تدرين ربما يكون الله قد كتب لكِ الفرج قريبًا جدًا، وأن هذا الاختبار هو تمهيد للفرج العظيم. نصيحة: تذكري دائمًا أن الله سبحانه وتعالى يحب أن يسمع منكِ الدعاء، ولا يملّ من تكرار طلبكِ. استمري في اللجوء إليه في كل وقت، حتى وإن لم تجدين الإجابة كما تتوقعين. والله يختار لكِ الخير في الوقت المناسب. واقرأي القرآن واطلبي الدعاء في أوقات الفرج (مثل وقت السحر أو ليلة الجمعة)، وأعلمي أن الدعاء والصبر هما الطريق لجلب رحمة الله. دعاء: اللهم اجعلنا من الصابرين في الرخاء والشدة، وارزقنا من حيث لا نحتسب، وارزقنا رضاك والجنة بغير حساب. أسأل الله أن يفرج همكِ وييسر أمركِ ويغنيكِ من فضله. دمتم في رعاية الله وحفظه.