مريم ( 18 سنة ) - البحرين
منذ شهرين

الخوف من المستقبل بعد التشيع في علاقة محرمة

السلام عليكم دخلت ف علاقة محرمة مع شخص من المذهب الشيعي وأنا سنية و في علاقتي وياه علمني على أهل البيت و دلني على طريق الحق و تشيعت، و لا أحد يعلم بهذا الشي غيره و كل خوفي إن نصيبي يكون مع شخص سني و كلش أخاف من مستقبلي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، أعلم أن الحديث عن الماضي ليس سهلًا، لكن صدقكِ في الاعتراف، ورغبتكِ في الإصلاح، هما أول طريق للرحمة والقبول عند الله سبحانه وتعالى، ولا أحد يبدأ من الكمال، لكن من طرق باب الله صادقًا، فإن الله أكرم وأعظم من أن يردّه. وما دام في قلبكِ حب لأهل البيت (عليهم السلام) الذي أمرنا الله بمودتهم في كتابه الكريم: { ... المزیدقُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ...} (الشورى: ٢٣)، والرغبة في الثبات على طريقهم، فأبشري، فأنتِ في بداية طريق النور، إن شاء الله، وأسأله سبحانه أن يثبتكِ على طريق الحق، وأن يجعل هدايتكِ لنور أهل البيت (عليهم السلام) سببًا لسعادة الدنيا والآخرة. وأُود أن أُذكّركِ - ابنتي - ببعض الأمور التي ستُعينكِ على الثبات والطمأنينة إنشاءالله: أولاً: توبتكِ الصادقة عمَّا سبق هي أعظم خطوة مباركة، ويدل ذلك على صدقكِ في السير إلى الله، فالله (عزَّ وجلَّ) أرحم الراحمين، ويقبل التوبة من عباده حيث قال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: ٥٣)، فلا تقنطي من رحمته، بل استمري في طريق التوبة، وابتعدي عن أي علاقة تُبعدكِ عن الله، كي يكون طريقكِ إليه نقيًا وصافيًا، يملؤه النور والسكينة. ثانياً: ابنتي، اتباعكِ لنور أهل البيت (عليهم السلام) هو نعمة عظيمة، ومنحة إلهية لا يُوفّق لها إلا من أراد الله به خيرًا. فالحمد لله الذي اختاركِ وشرح صدركِ للحق، وهذه علامة محبة من الله لكِ. لكن تذكّري - يا مؤمنة - أن الهداية لا تكتمل إلا بالثبات، وأن الثبات لا يأتي بالعاطفة وحدها، بل بالعلم والعمل والصحبة الصالحة. اقتربي أكثر من القرآن، وعيشي مع أدعية أهل البيت، وتفقّهي في دينك، ليقوى يقينكِ، وتشتد جذوركِ في طريق الحق. ثالثاً: أما خوفكِ من أن يكون نصيبكِ في المستقبل رجلًا لا يؤمن بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) فاعلمي أن الزواج رزقٌ من الله، والله لا يخذل من اختار طريقه بإخلاص. وقد يخبّئ لكِ من هو أعظم لكِ نفعًا في دينكِ ودنياكِ، فلا تستعجلي ولا تضيّقي قلبكِ بالخوف، بل افتحيه بالدعاء والثقة بالله، واطلبي منه أن يرزقكِ زوجًا مؤمنًا يعينكِ على حب محمد وآله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ويقوّيكِ على الثبات في طريقهم. وتذكّري، أن اختيار الزوج بيدكِ أنتِ، فإذا تقدّم لكِ شخص لا يؤمن بمذهب أهل البيت وكنتِ تخافين على دينكِ منه، فلكِ الحق أن ترفضي، بل يجب عليكِ ذلك من باب حفظ الإيمان. وفي هذه الفترة، فإنه من الحكمة أن تُبقي إيمانكِ في قلبكِ سرًّا بينكِ وبين الله، حتى يفتح لكِ أبواب الفرج، ويهيّئ لكِ الوقت المناسب لتعلني ما في صدركِ بثبات واطمئنان. ولا تخافي من الغد، فالمؤمنة التي عادت إلى ربها، وقرّرت أن تثبت على طريق الحق، لن يتركها الله أبدًا. قال تعالى في سورة الطلاق:{... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدْراً (٣)}. أخيرًا، لا داعي لأن يطّلع أحدٌ على ما حدث في الماضي، ما دام قد ستركِ الله برحمته، فالواجب عليكِ - ابنتي - الحفاظ على نعمة الستر بعد التوبة النصوح، فالحياة لا تبدأ إلا عندما نغلق أبواب الماضي ونتجه نحو المستقبل بثقة، فلا تفتحي هذا الباب ثانية، بل ابدأي صفحة جديدة مع الله، وكرّمي نفسكِ بطهارتها وعفافها، فإنكِ بين يديّه (عزَّ وجلَّ)، وهو أرحم بكِ من نفسك. أسأل الله أن يثبتكِ على الحق، وأن يرزقكِ بركات توبتكِ وطهارتكِ، وأن يفتح لكِ أبواب رحمته ويسدد خطواتكِ في طريق الهداية، وأن يرزقكِ الزوج الصالح الذي يعينكِ على طاعته ويكون لكِ سترًا في الدنيا والآخرة بالنبي وآله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين). ودمتم في رعاية الله وحفظه.