السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر بعض المفسرين في مقام فهم الآية أكثر من جواب نذكر أثنين منها:
١- إن الوعد بالإغناء في الآية جاء لدفع سبب الإعراض عن الزواج والتعلل بالفقر، فذكر الله تعالى أنه يغنيه بما يناسب حياته الزوجية، فما يتصوره الأعزب من العجز أداء مسؤوليات الزواج والعائلة بسبب الفقر، فإن الله تعالى ييسر الأمور وتسير الحياة بصورة انسيابية، ولا يشكل الزواج عائقا في الحياة، وليس الغنى المقصود هو نفي الفقر مطلقا، بل معنى الغني المطلق غير متصور؛ لأنه يؤدي إلى أن لا يكون هناك مؤمن متزوج فقير، وهذا ينفي الابتلاء بالفقر الذي هو سنة إلهية في كل الخلق، ( الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، الشيرازي ، ج١١ ، ٩٨ )
٢- إن الآية فيها شرط مضمر وهو التعليق على المشيئة الالهية فيكون معنى الآية: يغنهم الله من فضله إن شاء أن يغنهم. كما صرّح في قوله تعالى (( وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّـهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) ( التوبة ، ٢٨ ) فلم يتكفل بإغناء كل متزوج، وإنما علق ذلك على المشيئة.