logo-img
السیاسات و الشروط
( 18 سنة ) - العراق
منذ 4 أشهر

جرحت امي بكلام قاسي جدا

السلام عليكم لقد حصلت معي مشاجرة مع امي وللاسف الشديد واجهت امي واخبرتها كلام يقطع القلب اخبرتها بانها ليست امي وانني اكرهها وانني سوف اتصل على الشرطة عليها وانني اتمنى لو لم تكن امي كل هذا الكلام اخبرته لامي وبعد يوم امي انهارت بالبكاء وقالت بانها لن تسامحني لو اعتذرت الف مرة وانها غير راضيه عني وانها متبرئه مني ارجوكم أخبروني ماذا افعل فقد خسرت كل شيء وانا عندما قلت لها هذا لم اكن اقصد كنت غاضبة فقط ارجوكم اخبروني ماذا افعل لاني خسرت كل شيء والله الان يكهرني بعد ما فعلته معها ماذا افعل ارجوكم


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة ، قال تعالى في كتابه الكريم: { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}. (الإسراء:آية٢٣). فانظري إلى الآية الشريفة كيف يحثنا الله فيها إلى الإحسان إليهما والرفق بهما ومعاملتهما معاملة طيبة، بل قرن سبحانه بين عبادته والإحسان بهما ونهى عن الإساءة لهما بكل شيء وذكر أقل لفظ وهو الأف الذي نهى عنها فما فوقه وقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام): " لو علم اللّه شيئاً هو أدنى من أفٍ، لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق، ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه، فيحدّ النظر إليهما ". (المجلسي، بحار الأنوار:ج٧١،ص٤٢). وقد رُوي أيضاً عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "مَن نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة". (المجلسي، بحار الأنوار:ج٧١،ص٦١). وغير هذه الأحاديث كثير فإياك أن تكوني عاقة لوالدتك؛ لأنّ العقوق من الذنوب الكبائر التي توعّد اللّه عليها بالنار ، فعليك كما قال عزَّ من قائل في كتابه الكريم: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}. (الإسراء:آية ٢٤). وقد ورد في الأحاديث الشريفة التأكيد على صلة الأم قبل الأب، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "جاء رجل إلى النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فقال: يارسول الله، مَن أبرُّ؟ قال أمك. قال: ثمّ مَن؟ قال: أمك. قال: ثمّ مَن؟ قال أمك. قال: ثمّ مَن؟ قال: أباك". (المجلسي، بحار الأنوار:ج٧١،ص٤٩). فعليكم ابنتي الكريمة أن تراعيها لفظاً وفعلاً ولا تؤذيها ولا تكدري نفسها وتتجنبي إثارة المشاكل معها وعليكِ التحدّث معها بلطف ولين وأدب وبدون أن تزعجيها أو أن تُثيري مشاعرها بألفاظ أو نظرات جارحة. واعلمي أنّ هذه الدينا دَين فما تفعلينه مع والدتكِ سيُرد إليك في المستقبل، واعلمي أنّ هذا البرّ قد يكون هو سبب سعادتكِ في الدنيا والآخرة وهو سبب تفتح الأبواب لك وتحقق الأماني والأحلام . ولذلك اطلبي منها العفو والسماح، وبالغي بالاعتذار لها، وقبّلي يديها بل اقدامها، حتى تحصلي على رضاها ومهما أقسمت، فهي امكِ وتبقى هي صاحبة القلب الرحيم، ولا يمكن أن تكره فلذة أكبادها. وعليكِ بالدعاء لله (سبحانه وتعالى)بالهداية والصلاح، والتوسل بالنبي الكريم واهل بيته(صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين) بالتوفيق والسداد لكل خير في الحياة الدنيا والآخرة. دمتم بحفظ الله ورعايته.