تعدد زيجات الإمام حسن
هل تزوج الامام حسن ٧٠ امراه وهل كان ياخذ الاموال من معاويه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، إن دعوى تبني الشيعة الإماميّة لروايات كثرة زواج الامام الحسن (عليه السلام) وكثرة طلاقه، هي من الدعاوى الباطلة والأكاذيب المحضة؛ إذ كلّ منصف بإمكانه الرجوع إلى مصنفات علماء الشيعة الإمامية (رحم الله الماضين منهم وأطال في أعمار الباقين) المتخصصة في علم الدراية والرواية ليطلع على الضابطة العامة في قبول الأخبار والروايات الواردة من جهة المعصومين (عليهم السلام). وروماً للاختصار، وإلا فالكلام في هذا الموضوع كلام طويل إذ فيه تحقيقات كثيره على بطلانه. وقد ردّ علماؤنا هذه الأحاديث الموهنة لمنزلة الإمام الحسن (عليه السلام) وفق القاعدة التي تقول: "ما يخالف الأمر المقطوع به يأوّل أو يضرب به عرض الجدار، فالمقطوع به هو عصمة الإمام الحسن (عليه السلام)، والمعصوم لا يفعل ما يوهن قدره أمام الناس، وكثرة التزويج والطلاق بشكل غير طبيعي يوهن قدر الإمام (عليه السلام) ويخل بغرض إمامته من القدوة والتأسي في صالح الأعمال" لذا فكل ما ورد في هذا الجانب هو محل تأمل بل منع لما ذكرناه من القاعدة المذكورة. ولا يخفى أنّ مجموع ما ورد من روايات في كتب الشيعة بخصوص كثرة زواج وطلاق الإمام الهمام الحسن المجتبى (عليه السلام) لا يتجاوز عدد أصابع اليد (٦)، وما عداها إما نقل عن مصادرها أو لا يمتّ للموضوع بصلة؛ لذا أعرضنا عن ذكرها، ونذكر ما يختص بالمقام وهو ثلاث روايات تضمنت ما ظاهره أن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) كان كثير الزواج والطلاق، فإليك ذكرها: الرواية الأولى: ما نقله الشيخ الكليني في كتابه الكافي عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن عليّاً قال وهو على المنبر: لا تزوجوا الحسن فإنه رجل مطلاق. فقام رجل من همدان فقال: بلى والله لنزوجنّه، وهو ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابن أمير المؤمنين (عليه السلام)، فإنْ شاء أمسك وإنْ شاء طلّق»(١) الرواية الثانية: ما نقله الشيخ الكليني في الكافي أيضاً عن يحيى بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الحسن بن علي (عليهما السلام) طلق خمسين امرأة فقام علي (عليه السلام) بالكوفة فقال: يا معاشر أهل الكوفة لا تنكحوا الحسن؛ فإنه رجل مطلاق. فقام إليه رجل فقال: بلى والله لنُنكحنّه؛ فإنه ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابن فاطمة (عليها السلام)، فإنْ أعجبته أمسك وإنْ كره طلّق»(٢) الرواية الثالثة: وهي ما نقله أحمد بن أبي عبد الله البرقي في كتاب المحاسن عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أتى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: جئتك مستشيراً، إن الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر خطبوا إلي، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «المستشار مؤتمن، أما الحسن فإنه مطلاق للنساء، ولكن زوجها الحسين فإنه خير لابنتك»(٣) وللإطلاع على ضعف أسانيد تلك الأخبار يمكنكم مراجعة هذا السؤال وجوابه: (روايات شيعية تصفه بكثرة الطلاق). ولا باس بمراجعة ما كتبه العلاّمة الشيخ محمد حسن آل ياسين (رحمه الله) في كتابه الأثير:" الأئمة الأثنا عشر سيره والتاريخ"، ج١، ص١٣٤، حول الموضوع؛ إذ بين فيه بالأدلة والأسماء عدد زيجاته (عليه السلام) وعدد الحالات التي حصل فيها الطلاق، وهو عدد مقبول وطبيعي لا يستدعي كل هذا التهويل والتهويش. ولو صح ما روي - ولا نُسلِّم به - لكان ذلك مما يشين الإمام الحسن (عليه السلام) ولكان معاوية وجلاوزته أول من طبّل لذلك وزمّر وزاد فيه واستكبر، إلا أن ذلك لم يحصل ولم ينقل لنا التاريخ شيئاً عنه رغم أن كتابته كانت بحبر أموي. وعليه فالروايات الثلاث ساقطة عن الحُجّية سنداً ودلالة. أمّا بخصوص أخذ المال من معاوية (لعنه الله) فقد روي أن الإمام الحسن (عليه السلام) رد عطية معاوية، فجلس معاوية في أول يوم يجيز من دخل عليه من خمسة آلاف إلى مائة الف، فدخل عليه الحسن بن علي (عليه السلام) في آخر الناس فقال: أبطأت يا أبا محمد فلعلك أدت تبخلني عند قريش فانتظرت يفنى ما عندنا، يا غلام اعط الحسن مثل جميع ما أعطينا في يومنا هذا، يا أبا محمد وأنا ابن هند، فقال الحسن (عليه السلام): لا حاجة لي فيها يا أبا عبد الرحمن ورددتها وأنا ابن فاطمة بنت محمد رسول الله"(عليه السلام). ودمتم موفقين. ___________________________________ ١- الكافي، الشيخ الكليني، ج٦، ص٥٦. ٢- المصدر السابق. ٣- المحاسن، للبرقي، ج٢،ص٦٠١, وسائل الشيعة، ج١٢، ص٤٣, ٤٤, باب وجوب نصح المستشير. ٤- مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج ٣، ص ١٨٣.