أهمية دعم المرجعية للشيعة في سوريا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلًا وسهلًا بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، بارك اللّٰه فيكم وعليكم، وهذا القلب الواعي والنفس المؤمنة، يدلان على مدى الحرص والخوف على المؤمنين. اعلمي- ابنتي- إنّ مراجعنا العظام- رفع الله مقامهم- يتابعون أوضاع المؤمنين في جميع أنحاء العالم بدقة، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقدمون كل المساعدات وفق استطاعتهم وظروف الزمان والمكان. لكن العلماء الربانيين لا يعملون بطريقة السياسيين أو الإعلاميين، بل يسعون لحل الأزمات بطرق حكيمة بعيدًا عن الضجيج الإعلامي والمصالح الشخصية. أما ما يتعرض له المؤمنون من ظلم واضطهاد، فهو جزء من الفتن العظيمة التي أصابت الشعب بأكمله، ونحن ندعو الله أن يفرّج عنهم ويصلح أمورهم. ونحثّ إخواننا هناك على تعزيز وحدتهم، وتقوية علاقاتهم مع الخيرين من أبناء بلدهم، وتجنب الفتن قدر المستطاع. ولنتأمل قول الله تعالى على لسان يعقوب (عليه السلام): ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (يوسف: ٦٤). فالتوكل على الله، مع الصبر والحكمة، هو طريق النجاة. وقد مررنا في بلدنا بمحن مشابهة، لكن الله فرّج الكرب بالصبر والتقوى. قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ (الطلاق: ٢-٣). ننصح أهلنا بالابتعاد قدر الإمكان عن الفتن، والعمل على بناء أنفسهم ماديًا وثقافيًا كي يخرجوا من هذه المحنة أقوى وأشد صلابة. نسأل الله أن يحفظ المؤمنين وينصر المستضعفين، ويخمد الفتن ما ظهر منها وما بطن بالنبي وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين). ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.