السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب:
قال الشيخ السبحاني في كتابه ( دور الشــيعــة في بناء الحضارة الاِسلاميّة،ص66):
(الشيخ أبو علي بن سينا: إذا كان الشيخ المفيد أكبر متكلّم للشيعة ظهر في العراق، فإنّ الشيخ الرئيس ابن سينا (370ـ428هـ ) أكبر فيلسوف إسلامي شيعي ظهر في المشرق، وهو من الذين دفعوا عجلة الفكر والعلم إلى الأمام خطوات كثيرة، وقد ذاع صيته شرقاً وغرباً، وكتبت عنه دراسات ضافية من المسلمين والمستشرقين، ونحن في غنى عن إفاضة القول في ترجمة حياته، وآثاره التي خلّفها، والتلاميذ الذين تربّوا في مدرسته، ولكن نشير إلى كتابين من كتبه لما لهما من الشهرة والمكانة:
ألف ـ الشفاء: وهو يشتمل على المنطق والطبيعيات والإلهيات والرياضيات وقد طبع أخيراً في مصر في أجزاء، وبالإمعان فيما ذكره في مبحث النبوّة يعلم منه مذهبه، قال: والاستخلاف بالنص أصوب، فإنّ ذلك لا يؤدّي إلى التشعّب والتشاغب والاختلاف.
باء ـ الإشارات: وهو يشتمل على المنطق والطبيعيات والإلهيات، وهو من أحسن مؤلّفاته، وفيه آراؤه النهائية، وقد وقع موقع العناية لمن بعده، فشرحه الإمام الرازي (543ـ606هـ ) والمحقّق الطوسي (597ـ672هـ ) والشرح الثاني كان محور الدراسة في الحوزات العلمية).
وقد ذهب جماعة إلى تشيّعه، مثل: صاحب (مجالس المؤمنين) القاضي نور الله التستري، وذهب آخرون إلى كونه: إسماعيلياً، وقد رجّح السيّد محسن الأمين في (أعيان الشيعة،6: 72) كونه شيعيّاً إسماعيلي المذهب.
وقد صرّح أيضاً بعقيدة ابن سينا: الزركلي في كتابه (الأعلام،2: 241) نقلاً عن ابن قيّم الجوزية، إذ قال: (كان ابن سينا - كما أخبر عن نفسه - هو وأبوه من أهل دعوة الحاكم من القرامطة الباطنيين).
والمعروف أنّ القرامطة إحدى الفرق التي تنتسب إلى الإسماعيلية، ولكن هذا خلط بين الإسماعيلية الداعين للحاكم، ومنهم أصحاب قلعة ألَموت، وبين القرامطة أصحاب الدولة التي قامت في البحرين.
وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء،17: 531): (كان أبوه كاتباً من دعاة الإسماعيلية).
ودمتم في رعاية الله