logo-img
السیاسات و الشروط
محمد صادق ( 26 سنة ) - العراق
منذ 4 أشهر

تأثير الأفكار على الواقع

أنا أعاني من مشكلة في التفكير، حيث أشعر أنني إذا قلت شيئًا إيجابيًا أو فكرت فيه بصدق، سيحدث العكس. لذلك، أجد نفسي أتجنب قول الحقيقة خوفًا من النتائج السلبية. هذا الأمر يسبب لي قلقًا وأشعر أن أفكاري تؤثر على الواقع بطريقة غير منطقية. أريد معرفة إن كان هذا اضطرابًا نفسيًا يحتاج إلى علاج، وأيضًا رأي الدين في هذا النوع من التفكير. و انا ربما القي باللوم للباري انه يعاقبني على التباهي باموري الايجابية هل يفعل الله هذا و هل اتصرف بطبيعة و اتكلم كل شيء دون خوف


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب. ابنتي الكريمة، ١- اعلمي بأنّ الله سبحانه تعالى قد أودع للإنسان قوة تسمى بالقوة الواهمة وفيها جنبتين: جنبة إيجابية وجنبة سلبية، وقد ترك الأمر بأختيار الإنسان بأن يفعّل أي جنبة يشاء، وصحيح بأنكم تقرؤن الأمور بأيجابيه ولكن ما ينقصكم هو الحسن الظن بالله، يعني عليكم بأن تتوقعوا خيراً وتؤمنوا بالله تعالى بأنه سيوقع هذا الخير لكم. فلذا، عليكم من الآن فصاعداً بأن تُحسنوا الظنّ بالله سبحانه وتعالى وأن تقرأوا الأمور بإيجابية. فقد روي عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "كل متوقعٍ آتٍ" (نهج البلاغة: ج١٨ / ص٢٢٢). وعن مولانا الإمام الرضا (عليه السلام) قال: "أحسن الظن بالله، فإنّ الله (عزَّ وجلَّ) يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بي، إن خيراً فخيراً، وإن شراً فشراً" (الكافي: ٢ / ٧٢ / ٢). ٢- واعلمي- ابنتي الكريمة- بأنّ الإنسان المؤمن يجب بأن يكون قوي كي لا يتسلط عليه الشيطان ويتلاعب بأفكاره، فقد قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ (الحجر: ٤٢). ويقول سبحانه: ﴿ ... المزید..إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ ( النساء : ٧٦). فلا تجعلي وسوسة الشيطان إليك سبيلاً، وثقي به تبارك وتعالى وتوكلي عليه، حيث يقول (عزَّ وجلَّ): ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ (الطلاق: ٣). ٣- وينبغي عليك بأن لا تذكري النعم التي فضلها الله تعالى عليك للآخرين وعليكم بكتمان أموركم، فقد ورد عن رسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله): " أستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود " ( ميزان الحكمة: ج١ / ص ٦٣٠ ). وفقنا الله تعالى وإياكم لكل خير وصلاح بحق محمد وآله صلوات اللّٰه عليهم أجمعين. ودُمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.

1