السلام عليكم
اريد قصة السيدة لبابه زوجة أبا الفضل العباس أبن أمير المؤمنين علي
هل جانت متزوجه قبل أبا الفضل وهل هيه اكبر من أبا الفضل اريد قصتها كامله من قبل زواجها بالعباس إلى أن ماتت
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ابنتي الكريمة، ذكرت كثير من المؤلفات حياة العباس (عليه السلام) مع إشارات قليلة للسيدة التي شاركته حياته بكل ما فيها إلى استشهاده (عليه السلام) لذا نذكر بصورة مختصرة بعض ما قيل عنها وعرض الاختلافات التي ظهرت في اسمها وأولادها وزواجها.
اسمها:
هي لُبابة بنت عُبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وكانت من سيدات عصرها وأفضلهن نسباً وطهارة وعفة؛ فهي تنتمي إلى البيت الهاشمي.
وجاء في مخطوطة كتاب النسب ليحيى بن الحسين باسم ( أُمامة ) وهي نسخة فريدة، وعلى الأكثر هناك تصحيف كلمة ( أُمامة ) من كلمة ( لُبابة ) للتشابه الكبير بينهما في الوزن والرسم.
وقد أكّد السيد الأعرجي في مناهل الضرب على أنّ زوج العباس (عليه السلام ) هي لُبابة بنت عبد الله فقال:(( لُبابة بنت عبد الله خرجت إلى العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام)), وفي الحقيقة إنّ هذا من الأخطاء البارزة في هذا الكتاب. وذكر الشيخ حسين هادي القرشي، ومحمد علي يوسف الاشيقر أنّ اسمها هو (لُبانة)
أبوهــــا:
هو عُبيد الله بن العباس من كرماء العرب وكان والياً على بلاد اليمن في خلافة الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) لكن عبيد الله ترك اليمن للهجوم الذي دمّر البلد بأمر من المجرم معاوية بن أبي سفيان والجيش بقيادة بسر بن أبي أرطأة فكان سجل بسر حافل بكل الجرائم المخلة بالأعراف والشرف.
أمهــــا:
هي أُم حكيم جويرية بنت خالد بن قرظ الكنانية، وكانت من أجمل النساء وأوفرهنّ عقلاً، ولمّا قتل بسر بن أرطأة ولديها عبد الرحمن وقثم، وكانا صبيين صغيرين، وهي تنظر إليهما، فقدت الصبر وأخذها الوجد، فكانت تدور في البيت ناشرة شعرها وتقول في رثائهما:
يا من أحسّ بابنيَّ اللذين هما
كالدرّتين تشظّى عنهما الصدف…. إلى آخره.
فسمع قولها هذا رجل من أهل اليمن فرقَّ لها، واتصل ببسر حتّى وثق به، ثُمّ احتال لقتل ابني بسر، فخرج بهما إلى وادي أوطاس فقتلهما وهرب.
ولمّا بلغ قتلهما أمير المؤمنين (عليه السلام) دعا على بسر فقال:اللّهم اسلبه دينه وعقله، فخرف بسر حتّى كان يلعب بخرئه ويقول لمن حضر: انظروا كيف يطعمني هذان الغلامان ابنا عبيد اللّه هذا الخرء، فشدّوا يديه إلى ورائه ليُمنع من ذلك، فانجا يوماً في مكانه وأهوى بفمه ليتناول منه، فمنع منه، فقال: أنتم تمنعوني وعبد الرحمن وقثم يطعماني؟! وبقي على هذا حتّى مات في سنة 86 هجرية أيام الوليد بن عبد الملك.
زوجهـــا:
هو العباس بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن إلياس بن نزار بن معد بن عدنان.
ولم يتضح من الروايات تاريخ زواج العباس(عليه السلام )، ولكن لمّا كان العباس حين استشهاد أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) يبلغ من العمر أربع عشرة سنة، على هذا يمكن التخمين أنّ زواجه كان في عصر الإمام الحسن المجتبى( عليه السلام ).
روي أنّ السيدة لبابة تزوجت بعد العباس (عليه السلام) زيد بن الحسن بن أمير المؤمنين (عليهما السلام )، فأولدها نفيسة، التي تزوّجها الوليد بن عبد الملك بن مروان.
وفي رواية ثالثة أنّها بعد زيد بن الحسن تزوجها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فولدت له القاسم.
ولا يمكن الأخذ بالروايتين؛ حيث لم نقف على مصدر موثوق يعتمد عليه، يضاف إلى ذلك أنّ العباس (عليه السلام ) معصوم بالعصمة الصغرى، فكيف تتزوج من كانت زوجته برجل آخر؟! فقد لازمت لبابة السيدة زينب (عليها السلام ) في مسيرة الطف وعلى الرغم من كونها في زهو شبابها، إلاّ أنّ محنتها بفقد العباس (عليه السلام ) كانت كبيرة عليها لم تستطع تحملها فذهبت إلى ربها راضية مرضية.
أولادهـــــا:
تضاربت الأقوال والروايات كثيراً في عدد أولادها، فمنها المقل المقتصر على واحد وهو عبيد الله بن العباس (عليه السلام) وإلى ذلك أشارت أغلب المصادر: شرح الأخبار، وسر السلسلة.
ومنهم من ذهب إلى أن أولاد العباس هم: الحسن بن العباس، وعبيد الله، ومحمد، والفضل، والقاسم. ومنهم من قال إنّ له من العقب ابنتان.
وذكر ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب أنّ محمداً بن العباس كان من شهداء الطف مع والده، أمّا الحسن فذكره ابن قتيبة في كتاب المعارف وأمه أم ولد، والبرّي في الجوهرة في النسب.
وهناك من لم يذكر غير عبيد الله ويحصر العقب فيه، وكان عبيد الله طفلاً عند استشهاد أبيه بقي عند أمه بالمدينة ولمّا وصل خبر استشهاد العباس صدمت والدة العباس لشهادة الحسين وأولادها الأربعة، فكانت تحمل عبيد الله على كتفها، وتمضي به إلى بقيع المدينة، فتندب أولادها الأربعة كما ورد في عمدة الطالب، وفي سبائك الذهب وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم.
وأشار الشيخ باقر شريف القرشي في كتابه ( العباس بن علي رائد الكرامة والفداء في الإسلام) إلى أنّ العبّاس (عليه السلام) كان يكنّى بابي الفضل وقد كُنّي بذلك؛ لأنّ له ولداً اسمه الفضل وطابقت هذه الكنية حقيقة ذاته العظيمة فلو لم يكن له ولد يُسمّى بهذا الاسم، فهو حقّاً أبو الفضل، ومصدره الفياض فقد أفاض في حياته ببرّه وعطائه على القاصدين لنبله وجوده.
ويكنّى أيضاً بأبي القاسم، وقد كُنّي بذلك؛ لأن له ولداً اسمه ( القاسم ) وذكر بعض المؤرّخين أنّه استشهد معه يوم الطفّ، وقدّمه قرباناً لدين الله، وفداءً لريحانة رسول الله.
واتَّفـق أربـاب النسب علـى انحصـار عقـب العباس بـن أمـير المـؤمنين في ولـده عبيـد اللّــه، وزاد الشــيخ الفتــوني نقلاً عن الاردوبادي العقــب للحسن، وكـان عبيــد اللّــه مـن كبـار العلمـاء، موصوفاً بالجمال والكمال والمروءة مات سنة ١٥٥ هجرية.
كان قد تـزوج مـن ثـلاث عقائـل كـرام: رقيـة بنـت الحسـن بـن علـي، وبنـت معبـد بـن عبـد اللّـه بن عبد المـطّلب، وبنت المـسور بن مخرمة الُّزبيري.
وانحصـر عقـب عبيـد اللّـه في ولـده الحسـن وقد أولد خمسة:الفضل، وحمزة، وإبراهيم, والعباس، وعبيد الله وكلّهم أجلاّء فضلاء وأدباء كما مذكور في سر السلسلة العلوية, وأنساب الطالبيين.
فأمّا أبو الفضل فكان متكلّمـاً، وشـديد الـدين، وعظـيم الشـجاعة،يقال له (ابن الهاشمية ) أعقب ثلاثة: جعفر، والعباس الأكبر، ومحمد، ولكل منهم أولاد فيهم الأدباء كما ورد عن عمدة الطالب وتاريخ بغداد وتاريخ الإسلام للذهبي، وتهذيب التهذيب.
وهناك رأي أطلقه بعض الأشخاص على أنّ العباس ليس له أي ذرية وفي الحقيقة أنّ هذا ليس صحيحاً ولا أساس له من الصحة. ونلاحظ من هذا العرض كثرة الروايات وعدم اتفاقها على أمر محدد ورأي واحد.
موقفهـــا فـــي الطف:
ليس بالبعيد أن يكون العباس قد أتى بأهله وعياله إلى كربلاء كما أتى بالأهل والعيال أكثر شهداء واقعة الطف، وقد ذكر الرواة في أحداث يوم عاشوراء أن العباس قد أفردت له خيمة مستقلة، وقبل استشهاده أتى إلى تلك الخيمة، وودع زوجته وعياله.
فقد آزرت السيدة لُبابة زوجها وساندته وحثته على المضي قدماً في الوقوف مع أخيه الحسين (عليه السلام) واستمرت تقارع السلطة وتقاسم السيدة زينب (عليها السلام) المصائب والألم حتى بعد استشهاد العباس (عليه السلام) إذ شاركت عقيلات الرسالة رحلة السبي المؤلمة من كربلاء إلى الشام وحتى العودة إلى المدينة المنورة.
فقد ساندت السيدة زينب (عليها السلام) التي أخذت على عاتقها أدواراً مختلفة يصعب على المرء حصرها، فكان من أهمها تكريس الأهداف التي من أجلها نهض الإمام الحسين(عليه السلام) وثار على الطغيان ؛وذلك بعد شهادته، فقامت بإكمال ذلك الدور وحافظت على استمراريته كما شهده التاريخ والمصادر.
وفي ذلك يقول باقر شريف القرشي:(وقد قمن تلك السيدات بدور مشرف في إكمال نهضة أبي الشهداء (عليه السلام) فأيقظن المجتمع بعد سباته، واسقطن هيبة الحكم الأموي، وفتحن باب الثورة عليه، ولولاهن لم يتمكن أحد أن يفوه بكلمة واحدة أمام ذلك الطغيان الفاجر، وقد أدرك ذلك كلّ من تأمل في نهضة الإمام ودرس أبعادها.
وفاتهــــا:
اختلف في تاريخ وفاتها فقيل إنّها توفيت بعد استشهاد العباس بسنتين وهناك رواية تقول إنّها توفيت سنة٦٣هجري وهذا ما يؤكّد ذلك وقيل كان عمرها وقت وفاتها خمساً وعشرين سنة وقيل ثمان وعشرون سنة.
المصدر: (أ.م.د. رفاه عبد الحسين مهدي الفتلاوي– جامعة كربلاء/ كلية العلوم الإسلامية، بتصرف).
دمتم في رعاية الله وحفظه