( 18 سنة ) - العراق
منذ شهرين

تأثير الضغوط النفسية على الشباب ورغبة الانتحار

اريد انتحر مليت من اهلي وسالوفهم، مليت انه شذنبي دائما اقرة دنيا دار بلاء وبطيخ انه ليش اجيت اهلي اكرهم وفوك هذه لازم ماباوعلهم نظرة غضب والله مايقبل مني صلاة اوووووووف انتحر على هاي العيشة هم احد يلومني لو الله يحاسبني الله يلعن السنة الي صرت بيها


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب. أخي الكريم، الدنيا دار ابتلاء واختبار، وقد زوّدنا الله تعالى بالعقل لنتحكم في مشاعرنا وأعصابنا. لا أحد في هذه الدنيا يخلو من المشاكل، فكل إنسان له ابتلاءاته المختلفة. لكن القوة تكمن في الصبر والتحمل، ومواجهة الضغوط بشجاعة وعزيمة. يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام: "إذا صبرت جرى عليك القضاء وأنت مأجور، وإذا جزعت جرى عليك القضاء وأنت مأزور." فالاختبار واقع لا محالة، لكنك باختيارك للصبر تُثاب، وبالجزع تخسر. أما فكرة الانتحار، فهي من أخطر ما يمكن أن يخطر ببال الإنسان، لأنها خسارة للدنيا والآخرة. فقد حرمها الله تعالى تحريمًا قطعيًا، وقال في كتابه العزيز: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)" [النساء: 29-30]. الانتحار لا يزيل الألم، بل يضاعفه، ويؤدي إلى العذاب الأبدي والخلود في نار جهنم. الحياة تستمر، وكثير من المشاكل تحل بالوقت. أنصحك بقراءة كتاب "فن اللامبالاة" لمارك مانسون، حيث يشير إلى أن بعض المشاكل لا تحل بالتفكير المفرط، بل بتركها والابتعاد عنها حتى تتلاشى بمرور الزمن، بينما بعضها يحتاج إلى استشارة أهل الاختصاص والعلماء. حاول أن تكون صريحًا مع نفسك وأهلك، افهم طبيعة خلافاتك معهم، وما يحبونه وما يكرهونه، وتجنب النقاشات والجدال غير الضروري. قلّل الاحتكاك السلبي، وبدلاً من ذلك، بادر إلى مساعدتهم في أمور البيت، حتى ولو بأبسط الأشياء. الفراغ داخل البيت قد يزيد شعورك بالسوء، لذا اشغل نفسك بأعمال مفيدة، سواء داخل المنزل أو خارجه، واهتم ببناء نفسك علميًا وعمليًا. عندما تصبح شخصًا نافعًا، سيحبك أهلك والمجتمع من حولك. تذكّر قول الله تعالى: "إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ" [البقرة: 153]، وقوله: "إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوا" [الحج: 38]. لا تستسلم للأفكار السلبية، فالحياة تحمل لك فرصًا كثيرة، والفرج قريب. ثق بالله، واطلب العون منه، وكن على يقين بأن بعد العسر يسرًا. نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يملأ قلبك بالطمأنينة والصبر، ودمتم سالمين.