السلام عليكم
جاءني سؤال من ملحد عن تحريف القرآن وكان السؤال هو :
ماهو الدليل على عدم تحريف القرآن فكان ردي بنص أية قرآنية فأخبرني ان كتب الله الباقية قد تم تحريفها مثل الانجيل فالماذا لا يتم تحريف القرآن فاعدت له الاية فاخبرني انه لايعترف بالقرآن الكريم وانه يريد دليل اخر وكان مختصر كلامه ان كتب الله الباقية تحرفت فما اختلاف القرآن عن الكتب الاخرى
فما الرد على مثل هكذا اسئلة
وشكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولدي العزيز، قد اُستدل على عدم تحريف الكتاب العزيز بأدلةٍ كثيرة منها:
1ـ بديهة العقل:
من بديهة العقل أنّ مثل القرآن الكريم يجب أن يسلم عن احتمال أي تحريف أو تبديل فيه، حيث أنّه كان الكتاب الذي وقع من اوّل يوم موضع عناية أمة كبيرة واعية كانت تقدسه وتعظمه في اجلال وإكبار وحفاوة وشدة. ومن ثم كان الجميع في حراسته والمواظبة علي سلامته وبقائه مع الخلود، فيا تري كيف يمكن لأهل الزيغ والباطل التناوش من هذا الكتاب العزيز الحميد؟
2ـ ضرورة تواتر القرآن:
من الدلائل ذوات الشأن الداحضة لشبهة التحريف هي مسألة (ضرورة كون القرآن متواتراً) في مجموعة و في أبعاضه.
3ـ مسألة الاعجاز:
ممّا يتنافي واحتمال التحريف في كتاب الله هي مسألة الإعجاز المتحدي به. وقد اعتبره العلماء من أكبر الدلائل علي نفي التحريف.
4ـ آية الحفظ:
حيث قال تعالي: « إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ »
فإنّ هذه الآية ضمان للرسول(ص) وعهد من الله علي أن يبقي هذا القرآن سليماً ومحفوظاً عن تناوش الأيدي، سلامةً دائمة و بقاءً مع بقاء الاسلام. مضافاً إلي أنّ حكمة التكليف تقتضي أيضاً بهذا البقاء والسلامة الأبدية.
5ـ نفي الباطل عنه:
قال تعالي: « وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزيزٌ * لا يَأْتيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزيلٌ مِنْ حَكيمٍ حَميدٍ ». فهذه الآية أصرح دلالة من الأولى، فقد وعد تعالي صيانته من الضياع وسلامته من حوادث الأزمان، مصوناً محفوظاً يشق طريقه إلى الأمام بسلام.
6ـ العرض علي كتاب الله:
و أيضاً من الدلائل علي رد شبهة التحريف هي مسألة عرض الأحاديث على كتاب الله فما وافق فهو صادق، و ما خالف فهو كاذب. فقد قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إنّ لكل حق حقيقة و علي كل صواب نوراً فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه». الامر الذي يتنافي تماماً مع احتمال التحريف في كتاب الله وذلك من جهتين:
الجهة الأولي: أنّ المعروض عليه يجب أن يكون مقطوعاً به (متواتراً) لأنّه المقياس الفارق بين الحق والباطل ولا موضع للشك في نفس المقياس.
الجهة الثانية: أنّ العرض لابد أن يكون على الموجود المتواتر لدي عامة المسلمين لما ذكرناه في ـ الجهة الاولي ـ من أنّ المقياس لابد أن يكون متواتراً مقطوعاً به، وروايات التحريف إذا عرضت على هذا الموجود بأيدينا كانت مخالفة له لأنّها تنفي سلامة هذا الموجود، وتدل على أنّه ليس ذلك الكتاب النازل علي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهذا تكذيب صريح للكتاب ومخالفة عارمة مع القرآن.
7ـ نصوص اهل البيت عليهم السلام:
لدينا وفرة من أحاديث اهل البيت عليهم السلام تنص على صيانة القرآن من التحريف إمّا تصريحاً أو تلويحاً.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.