logo-img
السیاسات و الشروط
( 25 سنة ) - العراق
منذ 3 أشهر

كيفية التغلب على وسواس الموت والقلق

السلام عليكم اني جنت نادراً مااصلي واصوم وعندي ذنوب ومعاصي هواي بس الحمدلله تبت وان شاء الله توبه ثابته بس صار عندي وسواس بالموت كمت اخاف من كلشي شون اكدر اتخلص من هالشي


و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب الخوف في حدّ نفسه شيءٌ إيجابي فإنّ الإمتناع عن المحرمات في التشريع من جهة والمضرات في حياتنا المادية من جهة أخرى أحد أهم عوامله هو الخوف، ولكن الخوف المفرط بحيث يشعر الإنسان مقيّداً إلى حد الإختناق فهذا شيء سلبي وغير صحي. وهذا الخوف المفرط يمكن أن نعالجه بأن نبحث عنه، وهل هو خوف حقيقي أم أنّه خوف وهمي اختلقته النفس؟ فالأحداث والمواقف التي يمر بها الإنسان لها جانب إيجابي ولها جانب سلبي، وبعضها يكون الإيجابي أكثر فيها وبعضها يكون الإيجابي أقل فيها. وهذه النسب في زيادة الإيجابي او انخفاضه حتى إلى درجة العدم في بعضها: مرة تكون حقيقية، وأخرى تخيّليّة؛ والكلام في القسم الثاني: فالخوف المفرط من شيء أو الخوف من المجهول أو من الموت مثلاً قد يكون ناتج من أسباب حقيقية وأخرى مجرد أوهام تكبر في نفس الإنسان فنجد بعض الأطفال يخاف من الظلام لأنّه يتوهم أنّ شيئاً سوف يأتيه من وراء الباب ويعيش هذا الوهم حتى يراه حقيقة أو بعضهم يخاف من الموت لأنّه سمع أنّ الميت يعذب عذاباً شديداً فعاش حالة أنّه معذب لا محالة ويكبر في خياله هذا الجانب في تصور كل أنواع العذاب بأبشع صوره حتى بات عنده الموت لا يعني غير العذاب الشديد له بالتالي يعيش هذا الوهم بأنّه الحقيقة التي لا تقبل التشكيك. من هنا يجد نفسه أسير الأوهام التي خلقها وغذاها بشكل مفرط في الجانب السلبي وعاش هذا الجانب وكأنّها كل الحقيقة وعندها سيجد نفسه مختنقاً كلّما تذكر الموت وكأنّ غصة في حلقه لا يستطيع أن يتجاوزها. إذا اتضح كيف وصلنا إلى حالة الخوف والذعر الوهمي فلابد إذن لأجل علاجه أن نغير هذا الوهم السلبي إلى الإيجابي لا أقول نخلق أوهام إيجابية كاذبة ولا أقول أنّ الموت لا نخاف منه ولكن لابد أن ننظر لواقعه وحقيقته بمقدار نخلق به توازناً بين إيجابيته الواقعية ومقدار السلبية والخوف. وهنا يكمن الحل في علاج الخوف الوهمي المفرط فالعلاج يمر بمراحل: المرحلة الاولى: مواجهة الخوف: لابد أن نجلس مع أنفسنا ونواجه هذا الخوف الوهمي المفرط ونخلق شعوراً دائمياً أنّ هذا الخوف من الموت لا واقع له وإنّما هو شيء وهمي خلقته أنا من اللاشيء حتى توغل في أعماق نفسي إلى اللاشعور فعليك أن تغذي اللاشعور بأنّ هذا الخوف هو أوهام وقولي دوماً مع نفسك أنا لا أخاف، هذا الخوف وهم لا حقيقة له كرري هذا دائماً. المرحلة الثانية: تعزيز المواجهة: بعد أن بدأنا نواجه خوفنا المفرط لابد أن نرفع الجانب الإيجابي حتى نصل إلى حالة التوازن وهذا يعتمد عليك في تحليل سبب خوفك ومن أين نشأ هل نشأ من وجود العذاب بعد الموت أم نشأ من مفارقة الأحبة أم نشأ من حصول الغربة بعد الموت أو ماذا هو الذي يخيفك وهنا لابد تبدأي بعلاج هذا السبب: فإن كان الخوف من العذاب فالعذاب وإن كان موجوداً بعد الموت لكن العذاب للظالمين للمفسدين لمن سلبوا حقوق الناس لمن تجاوزوا على الله تعالى في حياتهم فهذا العذاب للكافرين وللمشركين وللظالمين وكل هؤلا أنت لست منهم وقد وردت روايات كثيرة في بيان حال المؤمن عند الموت وبعد الموت وكيف أنّه في نعيم بحيث يقول عجلوني عجلوني عندما يرى النعيم الذي أعده الله تعالى له. وإن كان الخوف من مفارقة الأحبة والغربة فإنّ الموت ليس كذلك لأنّنا نأتي ونزور الأهل ونلتقي في ذاك العالم بمن فارقنا من الأحبة وورد في الروايات الشريفة عن أمير المؤمنين عليه السلام عندما زار وادي السلام أنّه لو كشف عنّا الغطاء لرأيناهم (أي الاموات) مجتمعين حلقات يتحدثون ويتعلمون في النعيم، فهذه المرحلة هي تعزيز الجانب الإيجابي في الموت وهنا أوصيك أن تقرأي ما أعد من النعيم للمؤمنين وهم شيعة أمير المؤمنين وأنت في ركبهم إن شاء الله تعالى. المرحلة الثالثة: مرحلة تناسي الخوف المفرط: بعد أن واجهنا هذا الخوف وعززنا هذه المواجهة بالأمور الإيجابية هنا لابد أن نتناسى هذا الخوف المفرط وذلك يكون بإشغال النفس بأمور نافعة تشغلنا عن التعمق في التفكير بمخاوفنا كالاستماع إلى القران الكريم أو إلى المواليد أيام الفرح أو اللطميات أيام الحزن والانشغال ببعض الأعمال المنزلية كالطبخ أو الخياطة أو ممارسة بعض الهوايات كالرسم أو الرياضة أو القراءة كقراءة سيرة أهل البيت (عليهم السلام) أو قصص الأنبياء أو قصص العلماء أو كتب علمية متخصصة حسب اختصاصك أو رغبتك فهذه الأمور ستوجد شخصية نشيطة بعيدة عن التركيز بالأوهام بل تتعلق بأمور واقعية نافعة في بناء الذات بشكل إيجابي ونافع. هذه المراحل كلّها في جانب والتوكل على الله تعالى وطلب الرحمة منه والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام) لا سيما بإمامنا الحاضر الغائب الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله فرجه الشريف وطلب الدعاء من المؤمنين والصدقة لدفع السوء عنك كل هذه الأمور المعنوية لها التأثير البالغ في استقرار النفس وعدم جموحها عن التوازن. حفظكم الله اختنا الكريمة وندعو لكم بأن تكوني في أعلى مستويات الاستقرار النفسي وأن تنالي خير الدنيا والآخرة. ودمتم بحفظ الله ورعايته