السلام عليكم
ماهي قصة اسلام وحشي قاتل مولانا حمزة بن عبد المطلب (عليهما السلام)
وهل ورد في كتب التاريخ والروايات ان النبي قد اباح دم وحشي في فتره من الفترات وانه قد جاء العباس الى النبي محمد (صلى الله عليه واله)، واستشفع لوحشي بالعفو وان رسول الله قبل شفاعة العباس وتنازل عما اتخذه سابقا بحق وحشي؟
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب:
قال الشيخ عبد الحسين الشبستري، في كتابه (أعلام القرآن،ص1028):
وحشي الحبشي هو أبودسمة، وقيل: ابو وسمة، وقيل: ابو حرب وحشي بن حرب الحبشي، الحمصيّ، مولى جبير بن مطعم، زقيل: مولى طعمية بن بدر. صحابي من سودان مكة، ومن شجعان الموالي في الجاهلية. كان مدمناً على الخمر في الجاهلية والإسلام، ومات مخموراً.
كان أول من لبس الثياب المدلكة، وضرب في الخمر بحمص، ويعتبر من جملة رواة حديث غدير خم.
في سنة 3هـ اشترك في واقعة احد، وكان مولاه قد اوعده إن قتل حمرة بن عبدالمطلب أعتقه، فتمكن من قتل حمرة بحربة غيلة، وكان يقذف بها فيصيب المرمى، وقلما كان يخطئ، ولما عاد إلى مكة كافأه مولاه على قتله لحمزة فأعتقه، وأهدته هند بنت عتبة قلائدها وخلاخيلها مكافأة له لقتله حمزة سيد الشهداء.
ولم يزل على كفرة بمكة حتى فتحها النبي(صلّى الله عليه وآله) سنة 8هـ فهرب إلى الطائف، ثم وقد على النبي(صلّى الله عليه وآله) بالمدينة فأسلم وقدم توبته وندمه للنبي(صلّى الله عليه وآله)، فقبل توبته وأمره بأن يغيب وجهه عنه.
بعد وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)شارك المسلمين في حربهم مع مسيلمة الكذاب، وتمكن من قتل مسيلمة بنفس الحربة التي اغتال بها حمزة، فكان يقول: قتلت خير الناس في الجاهلية وشر الناس في الإسلام، وشهد واقعة اليرموك.
روى عن النبي(صلّى الله عليه وآله) احاديث، وروى عنه جماعة.
في آخر عمره سكن حمص، وقيل: دمشق، ولم يزل بها حتى توفي حدود سنة 25هـ.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): "المرجون لمر الله قوم كانوا مشركين، قتلوا حمزة وجعفرا وأشباههما من المؤمنين، فيجب لهم الجنة، ولم يكونوا على جحودهم فتجب لهم النار، فهم على تلك الحالة مرجون فمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم".
القرآن الكريم ووحشي الحبشي:
نزلت فيه الآية 48 من سورة النساء: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾.
لما وفد على النبي(صلّى الله عليه وآله) وأبدى توبته وندمه واستجار بالنبي(صلّى الله عليه وآله) قال:
يا محمد! أتيتك مستجيراً فأجرني حتى أسمع كلام الله، وإني أشركت بالله، وقتلت النفس التي حرم الله تعالي، وزنيت، هل يقبل الله مني توبة؟ فنزلت الآية 68 من سورة الفرقان: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾.
ونزلت كذلك الآية 69 من نقس السورة: ﴿يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا﴾.
ونزلت فيه أيضاً الآية 70 من السورة المذكورة: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾.
فلما سمع وحشي الآية المذكورة قال: أرى شركاً فلعي لا أعمل صالحاً، أنا في جوارك حتى اسمع كلاماً ، فلما نزلت الآية 48 من سورة النساء -والتي ذكرناها سابقاً- قال: ولعلّي ممن لا يشاء، أنا في جوارك حتى اسمع كلام الله فنزلت الآية 53 من سورة الزمر: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، فلما سمع تلك الآية قال: (الآن لا أرى شرطاً فأسلم).
ودمتم في رعاية الله وحفظه.