ستار ( 46 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

معجزات القرءان

السلام عليكم . هل القرءان الكريم كتاب نصح وهدايه ام كتاب اعجازي أيضاً؟ اذا كان عجازي هل هو اعجاز علمي فقط ام توجد اعجازات اخرى نرجوا التوضيح داعين من الله لكم بالحفظ والتوفيق..


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إنّ إعجاز القرآن الكريم محقّق من جهات عديدة كثيرة ، نذكر منها عشرة كاملة وهي : الاُولى : إنّ القرآن الكريم معجزٌ من حيث إختصاصه بمرتبة عليا في الفصاحة والبلاغة خارقة للعادة ، لا يمكن لأحد من البشر أن يأتي بمثلها ، أو أن يدانيها. الثانية : من حيث كونه مركّباً من نفس الحروف الهجائيّة التي يَقْدر على تأليفها كلّ أحد ، ومع ذلك عجز الخلق عن تركيب مثله بهذا التركيب العجيب والنمط الغريب. الثالثة : من حيث إمتيازه عن غيره من الكلام العربي بإمتياز مليح ، فإنّ أيّ كلام في هذه اللغة مهما كان فصيحاً وبليغاً إذا زيّن بالقرآن الكريم ، تجد القرآن ممتازاً عنه ، متفوّقاً عليه. الرابعة : من حيث اتّصافه بنظم فريد ، واُسلوب وحيد ، غير معهود في جميع الأزمنة لا شعراً ولا نثراً ، لذلك نسبه اُدباء الكفّار إلى السحر وذلك لأخذه بمجامع القلوب ، واتّصافه بالجاذبيّة الخاصّة. الخامسة : من حيث إنّه مع طوله ووفرة آياته ، وكثرة سوره ، خالٍ عن الإختلال والتناقض والتهافت ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) ٠ فلا تجد فيه كلمة خالية عن الفصاحة ، ولا آية مخالفة لآية اُخرى ، بل جميعه موصوف بغاية الجودة ، ومتّصف بما لم تجر بمثله العادة. السادسة : من حيث إشتمال القرآن الكريم على أحسن الآداب ، وأمتن الحِكَم وأكمل المواعظ ، وأصوب القوانين ، وأتمّ الأحكام في العبادات والمعاملات والمعاشرات ، في اُمور الحياة في الاُسره والإجتماع ، وفي جميع الحدود والأقضية في السفر والحضر ، والأمن والخوف ، والحرب والسلم ، والعُسرة والغلبة ، وكلّ ما يحتاجه الإنسان في اُصوله وفروعه ، بشكل ليس فيها أدنى خلل ، ولا يحتاج إلى أقلّ تصحيح ، علماً بأنّ ما كان فيه من النسخ فهو مفيد لموقّتيّة الحكم المنسوخ لا تصحيحاً لأصل الحكم. فجعل الله تعالى هذا القرآن مشتملاً على كلّ ما يحتاج إليه الاُمم ، وهادياً إلى التي هي أقوم ، كما جعل بيانه وتبيانه عند مهابط وحيه وخزّان علمه ، وترجمانه في خلقه النبي الأمين وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. السابعة : من حيث ما تضمّنه من الأخبار والآثار في قضايا الاُمم السالفة ، وخفايا القصص الماضية ، ودقائق القرون الخالية ، مثل نبأ النبي آدم ومسائل نوح واُمور إبراهيم وقصّة أصحاب الكهف وقضايا موسى وأسرار الخضر ومسائل ذي القرنين وحياة يوسف عليهم السلام ممّا لم يطّلع عليها أحد إلّا خواصّ الأحبار والرهبان الذين لم يكن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم معاشراً معهم ، بل كان بعيداً عن مخالطتهم. فكتاب كهذا من هذا النبي الكريم الذي لم يتعلّم عند أحد ، يكشف قطعاً عن كونه من الله بجميع الاُمور. علماً بأنّ ما بيّنه النبي ، من أخبار القرآن لم يكن إقتباساً من كتبهم ، بل نقلاً لحقيقة الأمر ، وواقعه الموجود عندهم ، وإلّا لكانوا يرمونه بالسرقة من كتبهم وهم غير آبين عن توجيه التهمة فكيف بافشاء العائبة. الثامنة : من حيث إشتماله على الإخبار عن ضمائر المنافقين ، وبواطن الكافرين ونوايا المشركين الخفيّة التي لم يطلع عليها أحد .. حتّى أنّهم كانوا يحذرون من أن تنزل فيهم آية تفضحهم وتكشف نواياهم. بل أخبر عن الاُمور المستقبلة والحوادث المقبلة ، والغيب الصادق ، والنبأ المطابق ، ممّا لم يطّلع عليه إلّا علّام الغيوب ، مع كمال المطابقة والصدق ، كما في قوله تعالى : ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )وقوله تعالى : ( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ ) وقوله تعالى : ( وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ )وقوله عزّ اسمه : ( وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) وقوله عزّ شأنه : ( لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) وقوله تعالى : ( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) وغير ذلك من الآيات الكثيرة. هذا ، مضافاً إلى إخباراته عن الاُمور العلميّة التي لم تنكشف إلّا في الآونة الأخيرة والقرون المتأخّرة ممّا كانت آنذاك غيباً لم يطّلع عليها أحد ، وهي كثيرة تجدها في الكتب المؤلّفة لبيانها. التاسعة : من حيث خواصّه المعنويّة ، وخصائصه الذاتيّة ، وشفائه للأرواح ، وعلاجه للأجسام ، وإطمئنانه للقلوب ، وبركاته في النفوس. العاشرة : من حيث طراوته وحلاوته وعدم الملل منه عند تلاوته وقراءته مهما زادت وتكرّرت. ولا يخلق على طول الأزمان ، ولا يبلى في طول الدهر ، بل يستفاد منه في كلّ قراءة جديدة ، نكتة جديدة. فهو كلام الله البالغ ، وحكمه الساطع ، وهو نور لا يطفأ ، وسراج لا يخبو ، كما تلاحظه في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة .

1