( 18 سنة ) - البحرين
منذ شهرين

تعزيز الروابط الأسرية والروحانية مع الوالدين

علاقتي بوالديني مضطربة كثيرة مُنذ أن كنت صغيرة، لم أشعر بالارتباط والمحبة لهم، وقد اكون حُطِمت من قبلهما أحيانًا كثيرًا، قصرت كثيرًا في ما مضى في برهما، الآن اشعر بأهمية ذلك، لكن لا زلت مقصرة، ولا زلت لا اشعر بالمحبة تجاههما، واجد منها بعدًا عن الله في تعاملها وفي تصرفاتهما ونظرتهما للأمور .. أريد فقط نصيحة لكي تُعينني على برهما وللأخذ بيدهما نحو الله


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، بارك الله فيكِ على إحساسكِ بأهمية بر والديكِ رغم كل ما مررتِ به. لا شك أن التعامل مع والدين قاسيين أو غير متدينين أو لا يبدون المحبة أمر صعب، لكن هذا ابتلاء قد يكون سببًا في رفعتكِ عند الله. إليكِ بعض النصائح التي قد تعينكِ: 1. افصلي بين البر والمشاعر: البر لا يعني أن تكوني مرتاحة نفسيًا معهما دائمًا، بل هو طاعة لله قبل أن يكون استجابة لعاطفة. فربما لم يمنحاكِ الحب الذي تحتاجينه، لكن برّكِ لهما هو اختبار لصبركِ وإخلاصكِ لله. 2. قدّمي البر ولو بحدّه الأدنى: إن لم تستطيعي إظهار مشاعر قوية، فابدئي بالأفعال: لا ترفعي صوتكِ، لا تتأففي، قدّمي لهما الخدمة عند الحاجة، ولو بالكلمة الطيبة. إن كنتِ تجدين صعوبة في التواصل المباشر، فابدئي برسالة أو اتصال قصير كل فترة، واسألي عن حالهما. 3. احتسبي الأجر عند الله: كل مرة تحسنين إليهما، اجعلي نيتكِ خالصة لله وليس لأنه "يجب" عليكِ ذلك فقط. قال تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (النساء: 36). 4. لا تنتظري منهما المقابل: قد لا يبادلانكِ نفس الحب أو الاهتمام، لكن لا تجعلي ذلك يؤثر على سلوككِ تجاههما. كوني أنتِ القدوة في اللطف والإحسان، حتى لو لم تجدي منهما تجاوبًا في البداية. 5. خذي بيديهما إلى الله برفق: إن كنتِ ترين بعدًا عن الدين في حياتهما، فلا تواجهيهما مباشرة، لأن ذلك قد يجعلهما أكثر عنادًا. بدلاً من ذلك، اجعليهما يريان أثر الدين في سلوككِ: لطفكِ، صبركِ، كلامكِ الهادئ. ادعي لهما كثيرًا بالهداية، خاصة في أوقات استجابة الدعاء. 6. تجاوزي الماضي ولا تجعليه حاجزًا: ربما كانا سببًا في جراحكِ، لكن التمسّي لهما العذر قدر الإمكان، فربما لم يعرفا كيف يُعبّران عن الحب، أو تأثرا بظروف صعبة. عندما تتجاوزين مشاعر الغضب أو الحزن، ستجدين أن البر يصبح أسهل. 7. التدرج والصبر: لا تتوقعي أن تتغير العلاقة بين ليلة وضحاها، لكن كل خطوة صغيرة في البر تؤثر، ولو بعد حين. حتى لو شعرتِ أنكِ لا زلتِ مقصرة، فالمهم هو الاستمرار في المحاولة دون يأس. تذكري أن البر باب عظيم للجنة، وهو من أعظم ما يُقرّب العبد من الله، فاستمري عليه ولو بشيء يسير، والله سيعينكِ ويفتح لكِ أبواب الخير. دمتم في رعاية الله وحفظه.