حسين ( 25 سنة ) - العراق
منذ شهر

تعريف المؤمن عند السيد السيستاني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي هو ** من هو المؤمن عند سماحة السيد علي السيستاني **


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: الْمُؤْمِنُ مَنْ طَابَ مَكْسَبُهُ وَ حَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ وَ صَحَّتْ سَرِيرَتُهُ وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ‏ مِنْ‏ كَلَامِهِ‏ وَ كَفَى النَّاسَ شَرَّهُ وَ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ.الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏2 ؛ ص235 فهذه الرواية المروية عن الإمام الصادق (عليه السلام) تُعرِّف المؤمن الحقيقي بصفاتٍ أخلاقيةٍ وعمليةٍ تميزه عن غيره. سأشرح كل جزء من الرواية بشكل مفصل: 1."الْمُؤْمِنُ مَنْ طَابَ مَكْسَبُهُ" المؤمن الحقيقي: هو من يكون كسبه طيباً وحلالاً، فلا يعتمد في معيشته على الحرام أو الغش أو الظلم، فيجب على المؤمن أن يحرص على أن يكون مصدر رزقه نظيفاً، وأن يتجنب أي عملٍ يُغضب الله تعالى. 2-وَ حَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ" فالمؤمن يتميز بحسن الخلق، أي أن يكون لطيفاً في تعامله مع الآخرين، متسامحا، صبوراً، ومتعاوناً، فحسن الخلق يشمل التعامل باللين والرحمة، والابتعاد عن الغضب والفظاظة. 3-وَ صَحَّتْ سَرِيرَتُهُ" المؤمن تكون نيته صافية وخالصة لله تعالى، فلا يخفي في قلبه حقدًا أو حسدًا أو غشًا، فيجب أن تكون النية خالصة في كل الأعمال، سواء في العبادات أو التعامل مع الناس. 4-وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ" المؤمن ينفق من ماله في سبيل الله، سواء في الزكاة أو الصدقة أو مساعدة المحتاجين، فالإنفاق هنا ليس فقط بمعنى المال، بل يشمل أيضًا الوقت والجهد في خدمة الآخرين. 5-وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ كَلَامِهِ" المؤمن يتحكم في لسانه، فلا يتكلم إلا بخير، ويتجنب الكلام الزائد أو الضار، وهذا يشمل تجنب الغيبة والنميمة والكذب، والحرص على الكلام الطيب المفيد. 6-"وَ كَفَى النَّاسَ شَرَّهُ" المؤمن لا يؤذي الآخرين بأي شكل من الأشكال، سواء بالقول أو الفعل، فيجب أن يكون المؤمن مصدر أمان للآخرين، فلا يسبب لهم أذىً مادياً أو معنوياً. 7-وَ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ" المؤمن يعامل الناس بالعدل، حتى لو كان ذلك على حساب نفسه، فالعدل هنا يشمل احترام حقوق الآخرين، وعدم الظلم، والاعتراف بخطئه إذا أخطأ. فهذه الرواية تُعرِّف المؤمن الحقيقي بأنه شخصٌ متكاملٌ في أخلاقه وأفعاله، حيث يجمع بين طيب الكسب، وحسن الخلق، ونقاء السريرة، والإنفاق في سبيل الله، والتحكم في اللسان، وعدم إيذاء الآخرين، والعدل في التعامل. هذه الصفات تجعل المؤمن قدوةً في المجتمع، وتُظهر تأثير الإيمان الحقيقي في سلوك الإنسان. ملاحظة: هناك معنى آخر لكلمة "المؤمن" يُطلق في الكتب الفقهية، حيث يُراد به الشيعي الإمامي الإثني عشري وحينئذٍ فيحمل ما في الرواية المتقدمة على أن السلوك العملي الوارد فيها بالفقرات المتقدمة هو المؤطر بولاية النبي وآله والبراءة من أعدائهم.