logo-img
السیاسات و الشروط
علي ( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 أشهر

اختلاف التيمم بين الفقه والقرآن

السلام عليكم ..الله تعالى يقول (فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه )ايه ٦ سوره الماءده التيمم المتعارف لدينا هو من بدايه الكصه (الجبهه) الى أطراف الانف.. لماذا تيممنا يختلف عن القرآن المفروض ناخذ بالقران ام له تفسير اخر ؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب جاء في تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي،ج٥،ص(٢٩٩): قوله تعالى: " فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه " التيمم هو القصد، والصعيد هو وجه الأرض، وتوصيفه بالطيب - والطيب في الشئ كونه على حال يقتضيه طبعه - للإشارة إلى اشتراط كونه على حاله الأصلي كالتراب والأحجار العادية دون ما خرج من الأرضية بطبخ أو نضج أو غير ذلك من عوامل التغيير كالجص والنورة والخزف والمواد المعدنية، قال تعالى: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا " (الأعراف: 58) ومن ذلك يستفاد الشروط التي اخذت السنة في الصعيد الذي يتيمم به. وربما يقال: ان المراد بالطيب الطهارة، فيدل على اشتراط الطهارة في الصعيد. وقوله: " فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه " ينطبق ما ذكره في التيمم للمسح على ما ذكره في الوضوء للغسل، فالتيمم في الحقيقة وضوء أسقطت فيه المسحتان: مسح الرأس ومسح الرجلين، وأبدلت فيه الغسلتان: غسلة الوجه واليدين إلى المرفقين بالمسحتين، وابدل الماء بالتراب تخفيفا. وهذا يشعر بأن العضوين في التيمم هما العضوان في الوضوء، ولما عبر تعالى بالمسح المتعدى بالباء دل ذلك على أن المعتبر في التيمم هو مسح بعض عضوي الغسل في الوضوء أعني بعض الوجه، وبعض اليد إلى المرفق، وينطبق على ما ورد من طرق أئمة أهل البيت عليهم السلام من تحديد الممسوح من الوجه بما بين الجبينين والممسوح من اليد بما دون الزند منها. و" من " في قوله: " منه" كأنّها ابتدائية والمراد أن يكون المسح بالوجه واليدين مبتدأ من الصعيد وقد بينته السنة بأنه بضرب اليدين على الصعيد ومسحهما بالوجه واليدين. ودمتم في رعاية الله وحفظه.