سلام عليكم سادتنا الافاضل ومشايخنا الاكارم عندي اشكال وارجو فك عقدته من صدري ؛ هناك اشخاص يسبون آل البيت (عليهم السلام) ويصفون الائمة الاطهار بالاوصاف الغير لائقة بمقامهم الشريف ، فانا تاخذني الحرقة والغيظ لما يقولون عنهم ، لكن كلما اريد ان اصد واردع كلامهم الذي لا اساس منطقي له ،واظهر صورة الائمة (عليهم السلام) بأبهى وأسنى اوصافها، يرتابني أمر وهو سوء العاقبة لذكرهم (صلوت ربي عليهم)،
أي اذا ذكرتهم الناصبي سيسبهم ويصفهم بوصف غير لائق حتى وان بررت لهم، ماذا افعل ، اواصل أم اتوقف خشية هذه الامر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولدي العزيز، ورد في بيان صادر عن مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف ) في سبّ رموز الآخرين وشخصياتهم:
(( هذا التصرّف مدان ومستنكر جدًا، وعلى خلاف ما أمر به أئمتنا الأطهار (عليهم السلام) شيعتهم)) من التألف مع عامة المسلمين واحترام رموز الآخر وبدون التعدّي عليهم بما يثير البغضاء والتناحر وسفك الدماء.
ولدي العزيز، نلفت نظركم إلى أن هذا البيان الصادر من المرجع الأعلى لا يعني بأي حال من الأحوال أن نتنازل عن عقيدتنا في التعريف بمن ظلم أهل البيت (عليهم السلام) واغتصب حقوقهم، أو أن نتغاضى عن بيان مظلومية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
وعلى هذا الأساس، يجب علينا أن نوضح لهم المكانة العظيمة لأهل البيت (عليهم السلام)، مستندين إلى ما ورد في كتب أهل السنة أنفسهم، مثل حديث الثقلين الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي: الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي. ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض."** (مسند أحمد، ج3/ص59).
فنقول لهم: كيف تسبون من أمركم الله بالتمسك بهم؟!
كما يجب أن نبين لهم أن من آذى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد لعنه الله، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}** (سورة الأحزاب: 57).
ومن زوجات رسول الله (صلى الله عليه وآله) من صدرت منهن أذيةٌ له، فهنَّ على حدٍّ سواء في استحقاق اللعن.
فعائشة وحفصة (رضي الله عنهما) قد صدرت منهما إساءة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذلك بشهادة عمر بن الخطاب، حيث قال: "فدخلت على عائشة، فقلت: يا بنت أبي بكر، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقالت: ما لي وما لك يا ابن الخطاب، عليك بذاتك. ثم دخلت على حفصة بنت عمر، فقلت لها: يا حفصة، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ والله لقد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يحبك، ولولا أنا لطلقك رسول الله (صلى الله عليه وآله)." (صحيح مسلم، كتاب الطلاق، باب في الإيلاء واعتزال النساء).
وبناءً على ذلك، فإن من صدرت منهن إساءة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تكون ملعونةً وفقاً لهذا المبدأ القرآني. وكذلك من ارتكبت منهن معصيةً تستوجب الفسق، كالخروج على إمام زمانها بالسيف، فإنها توصف بالفسق. أما بقية الزوجات اللواتي لم يصدر منهن ما يستوجب اللعن أو الفسق، فلا يجوز لعنهن أو اتهامهن بالفسق.
مع ذلك، ينبغي عدم الدخول في نقاش مع هولاء الذين اعمى الله قلوبهم، وحرمهم من نعمة الولاية لأهل البيت العصمة والطاهرة الذين يرضى الله لرضاهم ويغضب لغضبهم.