صباح الخير انا فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة والحمدالله راضية ومؤمنة بقدر الله لي لكن بين الحين والاخر يتغلبني اليأس والقنوط والعياذ بالله بسبب احلم ان اكون عائلة واصبح ام في يوماً فماذا افعل؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي العزيزة عافاكِ الله تعالى من كلّ سوء ومرض، وأعانك على ما أنتي فيه، ورفع قدرك عند الحق المتعال، وقضى الله لك حوائج الدنيا والآخرة.
ابنتي الكريمة، ما يكون عليه الإنسان من حالات جسمية أو صحية أو ما شابه ذلك، هو تابع لمخطط الحق وحكمته، ومع ذلك لابد أن يكون قد أعطى تعالى للعبد شيئاً أفضل وأعلى ممّا أخذ منه، فإمّا أن يدخر له أجراً في الآخرة، أو تكون له موهبةً وشيئاً عظيماً في الدنيا. ولكن على العبد أن يلتفت إلى ما له من قدرات ولياقات وقابليات ويستخرجها ويفعّلها، والكثير الكثير ممّن كان من ذوي الإعاقة كانت لهم مهن وحرف وشؤون وقضايا رفعت من شأنهم في المجتمع.
هذا، وكل إنسان لا يخلو من ابتلاء ولكن المراتب والدرجات مختلفة ومتفاوتة، وأنتي يا ابنتي الطيبة؛ لو كنتي صابرة ومؤمنة وذات نفع في المجتمع ستكونين حجة لله تعالى على من هو دونك فيمّا بلغت ووصلت إليه. وكذا، مع صبرك وتحسين علاقتك مع الله تعالى وكونك تملكين قلباً الذي هو حرماً لله تعالى، سوف تكونين حجة لله تعالى في ربط العلاقة بالله تعالى وقوتّها وشدّتها على الكثير ممن ترك الارتباط به تعالى.
نعم، كلنا لنا حاجات وأمنيات وما شابه ذلك، ونتمنى أن تقضى، ولكن الأمر كما ذكرت هو تابع لحكمة الحق وإرادته، وليس بالضرورة أن أنال كلّ ما أبتغيه من حاجات، ولكن لا يعني ذلك أن نترك الدعاء والتوسل والتضرع إلى الله تعالى في قضاء الحاجة، ولو تأخرت الحاجة لا يعني ذلك اليأس من الله تعالى مع العلم أنّ اليأس منه هو من أعظم الذنوب.
فمن أين نعلم أنّ الله لا يحبنا، وهو الذي خلقنا لحبه لنا، وهو الذي ينتظر منّا الرجوع إليه بالتوبة من الذنوب وينتظر منّا ذلك، بل ويشتاق إلى توبتنا، وهو الذي لا زال ينعم علينا ونحن نتهمه ونقول لم يعطِ لنا شيئاً ولم يقم بما نريد، وغير ذلك… وجميع هذه ظلمٌ لله تعالى وجهل به عزّ شأنه.
وعليه؛ ابنتي العزيزة، كوني صابرةً ومثابرةً في حياتكِ لكشف ما تملكين من هوايات ، وكوني مجاهدةً تصارعين الحياة لتصنعين لكِ مجداً، وكوني كثيرة الدعاء لتكوني عابدةً صالحةً وحجة لله تعالى على من لم يكن عابداً له تعالى.