وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
١- إبنتي الكريمة، الحبّ بحدّ ذاته ليس فعلاً مباشراً من الله تعالى يُجبر به الإنسان، وإنّما هو جزء من الفطرة البشرية التي أودعها الله في خلقه، فالله سبحانه وضع في الإنسان مشاعر الحب والمودة، لكنه لم يُجبر أحدًا على حبّ شخص معيّن، بل الحبّ يتكوّن نتيجة التفاعل الطبيعي بين البشر، من خلال العشرة، التفاهم، أو حتى مجرد الإعجاب.
إذ أنَّ الله تعالى خلق الدنيا وفق سنن وقوانين ثابتة، وجعل في طبيعة الإنسان الميل والتعلق بمن تنشأ بينه وبينه علاقة عاطفية، سواء تكللت هذه العلاقة بالنجاح أم لم تكتمل، ولو كانت كل العلاقات تنتهي بما يتمناه الإنسان، لما تحقق معنى الابتلاء والاختبار في هذه الحياة، إذ أن الدنيا بطبيعتها دار امتحان، ومن حكمة الله أن يواجه الإنسان مواقف مختلفة، بعضها ينسجم مع رغباته، وبعضها يخالفها، ليختبر بذلك صبره وإيمانه.
لذلك، على الإنسان أن يتحلى بالمسؤولية، ويتقبل الواقع مهما كان صعبًا، ويواجه التحديات بصبر وإيمان، مدركًا أن الأمور لا تجري دائمًا وفق ما يشتهي، فهذا لم يكن حال حتى أنبياء الله وأوصيائهم، الذين ابتلوا بأصعب الظروف، ومع ذلك كانوا شاكرين وراضين بقضاء الله، لأنهم أدركوا أن أفعال الله كلها مبنية على الحكمة والعدل.
٢- حديث النفس بما أنّه غير مقدور للعبد فلا يحاسب عليه، نعم أن لا يجرّه إلى أن يفعله خارجاً بلسانه أو بجوارحه وإلّا فيحرم، بل يكون من كبائر الذنوب.
نسأل الله لكم التوفيق.