السلام عليكم
في حديث الكساء ذكر انه قيل شيعتي هم الفائزين يوم القيامه ! السؤال هل كان مسمى الشيعه والسنه في زمن الرسول (ص) حتى ذكر في حديث الكساء !! اني شيعيه وهذا السؤال سئلني سني وماعرفت اجاوب لأن الجواب الاعرفه ماكو هكذا مسميات الا بعد وفاة الرسول (ص) فما هو الجواب هل كانت هكذا مسميات وكيف ؟؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
قد كان لفظ الشيعة في صدر الإسلام، وقد ذكر على لسان النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وإليكم بيان ذلك:
قال العلامة الطريحي: الشيعة: الأتباع و الأعوان و الأنصار مأخوذ من الشياع، و هو الحطب الصغار التي تشتعل بالنار و تعين الحطب الكبار على إيقاد النار، و كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، ثم صارت الشيعة جماعة مخصوصة، والجمع شيع مثل سدرة و سدر.
و في النهاية: أصل الشيعة الفرقة من الناس، و تقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد، وغلب هذا الاسم على كل من يزعم أنّه يوالي علياً وأهل بيته حتى صار لهم اسما خاصاً.
يجد الباحث من خلال قراءة المصادر الإسلامية كبعض كتب التاريخ الإسلامي و التفسير و الحديث أن ولادة مصطلح " الشيعة " يرجع إلى عهد الرسول (صلَّى الله عليه وآله) فهو الذي استخدم هذا المصطلح لأول مرة في اتباع علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) وجذّره في وعي الأمة و أصَّلَه في ذاكرتها.
وكانت النخبة المتميزة من صحابة الرسول (صلَّى الله عليه و آله) أمثال: سلمان الفارسي ( المحمدي )، وأبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، و المقداد، يحملون لقب شيعة علي بن أبي طالب في أيام الرسول لحبهم وولائهم لعلي بسبب توجيهات الرسول من خلال خطاباته.
و إلى هذه الحقيقة تشير الأحاديث التي ذكرها غير واحد من المفسرين والمحدثين والمؤرخين من السنة والشيعة نذكر منهم على حسب المثال مايلي:
1. الكنجي: أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي المتوفى سنة: 658 هجرية، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا عند النبي ( صلَّى الله عليه و آله )، فاقبل علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) فقال النبي ( صلَّى الله عليه و آله ): " قد أتاكم أخي "، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثم قال: " و الذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم إنه أولكم إيماناً، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، و أعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزيّة، " قال: و نزلت: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ [1] " [2].
2. ابن عساكر: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، المتوفى سنة: 571 هجرية، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا عند النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) فأقبل علي ( عليه السَّلام )، فقال ـ أي النبي ـ : " و الذي نفسي بيده إنّ هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة " فنزل قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ [3] " [4].
3. ابن حجر: أحمد بن حجر الهيثمي، المتوفى سنة: 974 هجرية، عن ابن عباس قال: لما أنزل الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ [5]، قال رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) لعلي (عليه السَّلام): " هم أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوّك غِضابا مقمحين " [6].
4. الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، المتوفى سنة: 310 هجرية، عن محمد بن علي، قال: لما نزلت الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ [7]، فقال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ): " أنت يا علي وشيعتك " [8].
إلى غيرها من المصادر الكثيرة التي ذكرت الألفاظ الدالة على أنّ النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) هو الذي استعمل مصطلح " الشيعة " ومشتقاتها في الموالين لعلي (عليه السَّلام).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] القران الكريم: سورة البينة ( 98 )، الآية: 7، الصفحة: 598.
[2] كفاية الطالب: 214، طبعة بيروت.
[3] القران الكريم: سورة البينة ( 98 )، الآية: 7، الصفحة: 598.
[4] تاريخ ابن عساكر ( ترجمة علي عليه السلام ): 2/ 442، طبعة: دار الفكر/ بيروت.
[5] القران الكريم: سورة البينة ( 98 )، الآية: 7، الصفحة: 598.
[6] الصواعق المحرقة: باب 11، الفصل الأول، الآية: 11، طبعة: القاهرة.
[7] القران الكريم: سورة البينة ( 98 )، الآية: 7، الصفحة: 598.
[8] تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن " تفسير الطبري ": 3 / 365، طبعة: دار الكتب العلمية/ بيروت.