وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب:
استولت الدولة العثمانية على معظم البلاد العربية خلال القرن السادس عشر الميلادي، فالسلطان سليم، تاسع السلاطين فتح سوريا والحجاز ومصر، ثم أتم خليفته وولده سليمان القانوني ففتح سائر البلاد العربية الأخرى.[الشيعة والحاكمون، ص 194].
وفي (أعيان الشيعة،ج 1، ص 30): قتل السلطان سليم العثماني من الشيعة في الأناضول أربعين ألفاً، وقيل سبعين ألفاً، لم يكن لهم ذنب سوى أنّهم شيعة.
وفي (الفصول المهمة،ص143): أنّ الشيخ نوح الحنفي أفتى بكفر الشيعة، ووجوب قتلهم، فقتل من جراء هذه الفتوى عشرات الألوف من شيعة حلب، حتى لم يبق فيها شيعي واحد، وكان التشيع فيها راسخاً ومنتشراً.
وقتل العثمانيون الشهيد الثاني الشيخ زين الدين بن نور الدين العاملي (911 ــ 965 هـ) المشهور بفضله وورعه، وكتبه العلمية الجليلة التي يدرس بعضها حتى اليوم في حوزتي النجف الاشرف وقم المقدسة، وهو من أحفاد العلامة الحلي ومن أبرز علماء وفقهاء الإمامية في القرن العاشر الهجري وله مصنفات كثيرة أشهرها شرح اللمعة الدمشقية في الفقه الإسلامي.
ذاع صيت الشهيد الثاني في الأوساط العلمية بعد استقراره في بعلبك وتصدّيه لإدارة المدرسة البعلبكية حيث شدّ الرحال إليه الكثير من الفضلاء والعلماء، وأخيرا استشهد سنة 965 للهجرة في بلاد الروم .
وفعل الجزار والي عكا بجبل عامل فعل الحجاج في العراق، فبعد أن قتل الشيخ ناصيف النصار رئيس البلاد العاملية قبض الجزار على عدد من العلماء الرؤساء، وقتل جماعة، منهم العالم السيد هبة الدين الموسى، والسيد محمد آل شكر، والشيخ محمد العسيلي، ومنهم الشيخ علي خاتون الفقيه الطبيب.
وانتهب الجزار أموال العامليين، ومكتباتهم، وكان في مكتبة آل خاتون خمسة آلاف مجلد، وبقيت أفران عكا توقد أسبوعاً كاملاً من كتب العامليين، ولم يسلم من ظلم الجزار إلا من استطاع الفرار، وفي عهده هاجر علماء جبل عامل مشردين في الأقطار.
ولمزيد من الاطلاع راجع كتاب(الشيعة والحاكمون،للشيخ محمد جواد مغنية).
ودُمتم في رعاية الله وحفظه.