رأي السيد السيستاني حول زيارة مرقد زيد النار بن الإمام الكاظم
السلام عليكم
سؤالي هو: الضريح الموجود في محافظة الديوانيه في العراق، هو مرقد زيد النار بن الامام الكاظم عليه السلام
وهل هو فعلاً مذموم
وما حكم زيارته
أرجو تزويدي بأجابه نستطيع فهمها نحن العامة وواضحه بدون تعقيد
حسب رأي سماحة السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله؟
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب:
ابنتي الكريمة، نعم هناك مقام معروف عند الناس، لكن لم نقف على مصدر في اثبات ذلك المقام لصاحبه غير ما ذكره صاحب كتاب (المشاهد المشرفة، ج١، ص(٨٤)، ما نصه:
(أبو الفضل هو يحيى بن حسن بن حسين المحدث بن زيد بن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) مرقده قرب مركز مدينة الديوانية وقد عرفت المنطقة التي دفن بقرية أبو الفضل له بناية ومزار كان بنائه قديماً وقد جُدّد البناء…).
والذي يظهر: إنّ (ابو الفضل) صاحب المقام المنسوب في الديوانية، ليس هو (زيد النار) نفسه بل يكون من ذريته، لأنه طبقاً للروايات التاريخية أن (زيد النار) مدفون في (مرو) بإيران.
جاء في كتاب الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) سيرة وتاريخ،ص(١٠٢):
(زيد وهو الخارج بالبصرة أيام الأمين والمأمون، عقد له محمد بن محمد ابن زيد بن علي على الأهواز أيام أبي السرايا، ولما دخل البصرة وغلب عليها أحرق دور بني العباس فقيل له زيد النار، وحاربه الحسن بن سهل فظفر به، وأرسله إلى مرو مقيداً، فعفا عنه المأمون، ثم سقاه السم وقتله، وقبره بمرو).
وفي كتاب مقاتل الطالبيين، لأبي الفرج الأصفهاني، ص(٣٥٥):
(إنّ زيد النار، هو زيد بن الإمام الكاظم (عليه السلام) لقب بزيد النار؛ لأنّه حرق بيوت العباسيين بالنّار.
وحرق زيد بن موسى دور بني العباس بالبصرة، فلقب بذلك وسمى زيد النار).
واما موقف العلماء منه، فقد ذكر السيد الخوئي (قدس سره) عن الشيخ المفيد في الإرشاد: (من أنّ لكل واحد من ولد أبي الحسن موسى (عليه السلام) فضلاً ومنقبة مشهورة، روى عن آبائه، وروى عنه ابنه جعفر (الكافي: الجزء ١، كتاب الحجة ٤، باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة (۸۱)، الحديث١٥).
ثم يذكر في خصوص ما ورد عليه من الروايات التي فيها ذم له، حيث يقول (قدس سره) في نفس المصدر تفنيداً لهذه الروايات:
( إلّا أنّ جميع تلك الروايات ضعيفة لا يعتمد عليها).
(معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج٨، ص٣٧٣).
اذن الروايات التي تطعن به ضعيفه ولا يعول عليها، فلا يجوز الكلام عليه بسوء ما لم يكن هنالك دليلاً مؤكداً وقراءةً صحيحة للأحداث من أهل الاختصاص، تدل على خروجه عن الإسلام أو محاربته للإئمة (عليهم السلام)، فلا يجوز الكلام عليه حتى في حالة الشك؛ لعدم وجود مبرر شرعي للكلام للطعن به، ويجوز زيارة هذا المقام المنسوب بالحقيقة لأحد ذراريه.
ودمتم موفقين.