logo-img
السیاسات و الشروط
💚. ( 18 سنة ) - العراق
منذ 5 أشهر

الغضب الاسري وعدم الصلاة لاختي

السلام عليكم اختي في المنزل دائمًا تنهر ابي وامي وترفع صوتها عليهم بشده وتريد اشياء كثيره ونحن حالتنا ليست بكفايه لمتطلباتها وهيَ لا تصلي هل هناك دعاء اقرءه ليهديها الله او هناك اعمال لان اريدها تصلي واريدها ان لا تغضب ابي وامي ولكن لا اعلم كيف


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلًا وسهلًا بكم في تطبيقكم المجيب. قال تعالى في محكم كتابه العزيز: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا" [الإسراء: 23]. إنا لله وإنا إليه راجعون، حسبنا الله ونعم الوكيل. من المحزن سماع مثل هذه الأمور، إذ إنّ بعض الحقائق لا يدركها الإنسان إلّا بعد سنين طويلة، بل إنّ بعض الأمور لا تتضح إلّا بعد الزواج والإنجاب، حين يدرك الإنسان تعب الوالدين وعناءهما وجهودهما الكبيرة. نصيحتكِ لأختكِ: ابنتي الكريمة، حاولي أن تتحدثي مع أختكِ بهدوء ولطف، وبيّني لها أن بر الوالدين سبب للتوفيق في الدنيا، وأن العقوق يجلب الخذلان والخسارة في الدنيا والآخرة. أخبريها أن سعة الرزق وطول العمر من آثار بر الوالدين، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من سره أن يمد له في عمره، ويبسط له في رزقه، فليصل أبويه؛ فإن صلتهما طاعة الله". وذكّريها بأن الإمام السجاد (عليه السلام) في "الصحيفة السجادية" دعا لوالديه بقوله: "اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف، وأبرهما برّ الأم الرؤوف". الدعاء لهدايتها وأثر صلاة الليل في شهر رمضان والهداية بيد الله سبحانه وتعالى، وقد قال في كتابه العزيز: "إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورٗا" [الإنسان: 3]. فالإنسان مخيّر، والله سبحانه وتعالى يُريه طريق الخير وطريق الشر، لكن الاختيار والتوفيق بيد العبد. نحن علينا المحاولة والاجتهاد، والباقي على الله. ومن أفضل الوسائل التي يمكن أن تستعيني بها لهداية أختكِ هو الدعاء، وخاصة في صلاة الليل، فقد ورد في الأحاديث الشريفة أن الدعاء في جوف الليل من أقوى الأسباب لاستجابة الدعاء، وأثره في شهر رمضان أعظم، فهو شهر الرحمة والمغفرة، وليلة القدر فيه خير من ألف شهر. فاستغلي هذه الأوقات المباركة، وادعي لها بصدق وإلحاح، واسألي الله أن يلين قلبها للهداية والبر بوالديها. ترك الصلاة وأثره الخطير: ابنتي الكريمة، ترك الصلاة من أخطر الأمور، فهي عمود الدين، ومن أجلها ضحى الإمام الحسين (عليه السلام) بنفسه. وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): "شفاعتنا لا تنال مستخفًّا بصلاته". وهذا يدل على أن تارك الصلاة يحرم من شفاعة أهل البيت (عليهم السلام). خلاصة القول، كوني صبورة معها، وادعي لها بالهداية، ولا تيأسي. ذكّريها بلطف بأهمية بر الوالدين وأثره في الدنيا والآخرة. حاولي أن تجدي طريقة لطيفة لتشجيعها على الصلاة دون إجبار. اغتنمي شهر رمضان وصلاة الليل للدعاء لها بالهداية، فهذا وقت استجابة الدعاء. فإن لم ينفع معها ذلك فالأحوط وجوباً أن تبرزي لها كراهتك لفعلها وانزجارك منه. دعاؤنا لكم بالتوفيق والسداد، ودمتم سالمين.