السلام عليكم
اريد اشكر الله سبحانه وتعالى ع كل هذه النعم الي احنه بيها لان كلما اشوف نعمه جديده تجي غيرها بحياتي
كلما اشكر الله سبحانه وتعالى احس قليل.
هل قد تكون النعم الكثيره سببها ذنوبي او ماشابها لان كثيراً ما ارى المذنبين في نعم والله يختبرهم ؟؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في رحاب المعرفة تطبيق المجيب.
إنّ الإنسان عاجز عن شكر الله تعالى على نعمه الوفيرة، فإنّ نعم الله تعالى كثيرة، وقد قال تعالى ((وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا))، سورة النحل، الآية 18.
بل في الروايات إنّ الإنسان عاجز عن شكر الله تعالى حيث إنّ كلّ شكر هو نعمة يحتاج إلى شكر آخر ولا نهاية لهذه السلسلة، فقد ورد في مناجاة الشاكرين عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنّه قال: ((…فكيف لي بتحصيل الشكر وشكري إياك يفتقر إلى شكر فكلما قلت لك الحمد وجب علي لذلك أن أقول لك الحمد…))، بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ج ٩١، ص ١٤٦، وشكل من أشكال شكر النعمة هو أنْ يجتنب الإنسان المعاصي ويلتزم بالطاعات.
والنعمة لا تختصّ بالمذنب، وكذلك البلاء لا ينحصر بالمؤمن، فكم من مؤمن أنعم الله عليه بنعم كثيرة، وكم من فاسق أنزل الله عليه البلاء.
وقد كان من الأنبياء من ابتلاه الله بالفقر ومنهم من أنعم عليه بالغنى والمال الكثير.
نعم وجود الذنوب له دور في نزول البلاء فقد يكون الابتلاء بنفس كثرة النعم فتكون جزءاً من الاختيار، فقد ورد أنّه إذا رأيت الله تعالى يتابع عليك النعم وأنت تعصيه فاحذره، فليس كلّ النعم تكون لوجود الذنوب، وعلى الإنسان أنْ يتوب من معاصيه الماضية ويتجنّبها في الأزمنة الآتية، ولا يبقى عاكفاً عليها مستمرّاً بارتكاب المعاصي فمثل هذا عليه أنْ يحذر من إمهال الله تعالى له وأنْ لا يتمادى بالمعاصي والذنوب، فإنّ الله تعالى قد يمهل العاصي لكن لن يهمله بلا عقوبة عاجلاً أو آجلاً، فعلى كلّ حال الإنسان العاصي ملزم بالتوبة والطاعة.
نسأل الله تعالى أنْ يجنّبنا وإياكم المعاصي ويمكّننا من الطاعات.